من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم
آخر الأخبار
  • أهلا بكم في موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية

  • موقع متخصص في متابعة قضايا مبادرة الحزام والطريق

  • هدفنا الإضاءة على المبادرة وترسيخ الوعي بأهميتها في العالم العربي

  • الموقع يرحب بكتاباتكم في هذا المجال

  • www.chinesebeltandroad.com

نحن والصين ومعادلة رابح – رابح

موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ
علاء ساغه*:
تابعتُ ظهر اليوم الأحد، 14 مايو/ أيار بشغفٍ، الكلمة القصيرة التي ألقاها فخامة الرئيس (شي جين بينغ)، في مأدبة الغداء التي أقيمت على شرف المشاركين في القمة الدولية لمنتدى مبادرة الحزام والطريق في بكين، من خلال الفضائية الصينية الناطقة بالعربية.
وقد لفت انتباهي على وجه التحديد، حديث الرئيس عن أهداف قمة المبادرة، وتتلخص في ضمان الصين لمعادلة “رابح – رابح” في العملية الاقتصادية الواسعة التي تشمل كل شعوب العالم وبلدانه، ويُرافقها تعزيز في التنسيق بشأن القضايا الدولية والإقليمية الكبرى.
الرئيس “شي” طرح في خطابه القصير مسألة في غاية الأهمية، وهي رغبة القيادة الصينية في تأكيد مشروعها للعلاقات الدولية الجديد للمنفعة الجماعية للدول والشعوب، والذي لم يَسبق له مثيل في التاريخ البشري.
هذا المشروع الصيني يَعتمد بالدرجة الاولى على دفق شامل للاستثمارات، وتوظيف الرساميل الصينية الأضخم أساساً، والوطنية للدول الاخرى، في عملية اقتصادية عابرة للحدود الدولية، من خلال عولمة إيجابية للاقتصاد والتجارة لا تتغوّل اقتصادياً وتجارياً على أحد، ولتمكين تشييد البُنى التحتية وتلك الضامنة لمرور وتفعيلات مبادرة الحزام والطريق في عشرات البلدان، الواقعة أولاً في ثلاث قارات. لذلك، كما أصاب الرئيس “ِشي”، ستكون طريق المبادرة، بل يجب أن تكون: “طريقاً منفتحاً للتعاون، ولدعم وتطوير إقتصاد عالمي منفتح.
وقد وصف الرئيس “شي” كذلك وببلاغةٍ، الحالة الاقتصادية الراهنة في العالم، بأنها تماثل “نضال اليَرقة للتحرّر من شرنقتِها “، حيث ستعاني آلاماً قصيرةً قبل أن تتمكن من خلق حياة جديدة، ومؤكداً في الوقت ذاته، بحكمته المعهودة، بذل الصين قصارى جهودها لممارسة وإظهار جميع مزاياها، والاستفادة من إمكانياتها، وعدم إدّخار أي جهد ممكن لضمان المضي قدماً: ((تماماً مثل حبات الرمل، التي تتجمع مع بعضها لتشكّل “الباغودا”، وكما يُمكن لقطرات المياه أن تتجمع لتشكّل البحر العميق)). ومن أجل مشاركة هذه المنافع، أكد الرئيس “شي” بأن تنمية الحزام والطريق “ستعود بمنافع عظيمة وعادلة للشعبين الصيني والعربي، وبناء مجتمع المصالح المشتركة والمصير المشترك لكلي الجانبين.”
الرئيس “شي” لم يتحدث عن بلد عربي ما دون بلدان اخرى، ولم يُشر الى شعب عربي ما دون غيره، إنما جمع البلدان العربية في عالم واحد والشعب العربي في حضارة شعب واحد، ليخاطب العرب أجمعين بكلمات نافعة وجامعة لجميعهم، وهو ما يؤكد نظرة القيادة الصينية الى تطلعها لرؤية عالم عربي واحد وشعوب عربية غير متخاصمة، بل موحَّدة، لتتمكن هذه الشعوب من بناء عالمها الجديد، سوياً مع الصين، وفي روح من المبادرات الجماعية من جانبها هي أيضاً، لتتمكن الإتّساق مع روح المبادرة الصينية، التي تفترض الوحدة لجميع الامم والبلدان، في عملية التنمية الاقتصادية والتبادلات مع الصين، حتى لا تتشتت الجهود وتتفرق بين “هذا و ذاك”، و “نحن و هم”، فيختلط الأمر بينها، ويَضعف موقعها وتتراجع فعاليتها.

هذه الإشارة الهادئة لفخامة الرئيس “شي” هامة جداً، وأعتقد بأن رسالته بخصوصها قد وصل بالطبع لجميع العرب من مسؤولين وممثلين اجتماعيين، علّهم يُقدّرون الوضع العالمي الخاص للمبادرة التي تدعمها أكثر من 100 دولة ومنظمة دولية، وأكثر من 50 دولة ومنظمة عالمية، حيث وقعت على اتفاقيات تعاون مع الصين، ومشيراً بهذا الخصوص، إلى أن دائرة أصدقاء الصين حول مبادرة “الحزام والطريق” ((تأخذ بالتوسع أكثر))، سيّما أن الشركات الصينية قدمت أكثر من 50مليار دولار أمريكي كإستثمارات، وأطلقت عدداً من المشاريع الرئيسة في الدول الواقعة على طول طرق المبادرة، ما أدى إلى تحفيز التنمية الاقتصادية لتلك الدول، وخلق العديد من فرص العمل المحلية، مؤكداً أيضاً ان مبادرة “الحزام والطريق” نشأت في الصين، لكنها قدمت منافع جيدة تجاوزت حدودها، ونتطلع نحن بدورنا الى تفعيلها في بلادنا – الاردن، بالسرعة الممكنة، لأن ذلك في صالح مستقبلنا، ناهيك عن حاضرنا .

*كاتب اردني ومستثمر، وعضو ناشط في الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *