من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم
آخر الأخبار
  • أهلا بكم في موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية

  • موقع متخصص في متابعة قضايا مبادرة الحزام والطريق

  • هدفنا الإضاءة على المبادرة وترسيخ الوعي بأهميتها في العالم العربي

  • الموقع يرحب بكتاباتكم في هذا المجال

  • www.chinesebeltandroad.com

“المبادرة” الصينية والتفاعل السياحي

موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ
ماريا سوداح*:
من المهم بمكان التأكيد، على أن “مبادرة الحزام والطريق الصينية”، إنسانية القسمات، سواء في شقّها الاقتصادي أو مجالها الإنساني. هذه “المبادرة” ترى في أن “العالم وحدة واحدة لا تنقسم”، لذلك تنص على أن التوظيفات الصينية – العالمية هي توظيفات إنسانية بالدرجة الاولى، وتتسم بروح إنسانية وثقافية وسياحية مباشرة وغير مباشرة، إذ أنه بدونها لن تتمكن “المبادرة” من الولوج الى أهدافها الكثيرة على طول وعرض حزامها البري وطريقها البحري.
الدول التي تتمتع بموانئ بحرية سوف يكون لها نصيب وافر من استثمارات “المبادرة” الصينية، إذ ستشهد مرور التوظيفات البرية والبحرية على يابستها وفي مائها على حد سواء، ومن ذلك المادية والمعنوية، فتتغير ملامح تلك البلاد نحو الافضل، ويتم الارتقاء بمستوى شعبها نحو مزيد من الانفتاحية وتحقيق النفع المتبادل مع الصين، ولأجل تسمين الاقتصادات المحلية وتحقيق وفورات في ميزانيات الدول ذات العلاقة.
شخصياً، أنا مهتمة بمسألة التبادلات الإنسانية عن طريق السياحة، التي تعتبر الوسيلة الأسهل والأسرع والأنجح والأنجع لجسر الهوة في العلاقات والثقافة والدبلوماسية الشعبية بين الأمم، وهنا لا بد لي التنويه إلى قضية في غاية الاهمية، وهي أن الصين إذ تطرح مبادرتها هذه، فهي تؤكد على رفضها للحمائية الاقتصادية، وتأييدها للانفتاحية، وبذلك تقدّم لنا سبباً لازدهار تبادلات لا موانع فيها، ونستطيع من خلالها تحقيق نجاح سياحي مع الصين وفيها ولدينا، بشرط توافر البُنى التحتية اللازمة للازدهار السياحي، وتعميق الوعي السياحي لدى المواطنين، والعلاقات الرفيعة مع السياح.
وعموماً، من اللازم “بناء مجتمع سياحي متكامل”، وإدراج كتب تعليم خاصة في المدارس والجامعات لتوعية الطلبة الذين يُشكّلون جزءاً رئيساً في المجتمع، وبأن السياحة والتبادل مع الصين هي عنوان رئيسي في حياتهم اليومية، ويوفر هذا الجزء لهم إمكانات النهوض بحياتهم ومستوياتهم المادية والمعنوية، وتشعّب علاقاتهم الدولية ذات المنفعة الجماعية.
نحن مُقبلون ضمن “المبادرة” الصينية الإنسانية على حقبة مهمة في حياة مجتمعنا الأردني والمجتمعات العربية قاطبة، إذ سوف تفعَل “المبادرة” الصينية فِعلها الايجابي على كل صعيد. لذلك من المفيد أن نُدرّس في المؤسسات التعليمية المختلفة المواد التعليمية المتخصصة والهادفة في علمي السوسيولوجيا والسيكولوجيا، حتى نتمكن من تهيئة المجتمع لقبول الآخر كما هو، ولأجل الترحيب به وجذبه وجعله مطمئناً وصديقاً، يرغب بتكرار زيارة بلدنا مرات ومرات، وجعلها مَقصداً سياحياً مفضلاً، وكذلك الامر بالنسبة لجماعته البشرية الصينية التي ينتمي إليها، ومحطة وهدفاً وبلداً جديراً بالزيارة والترويج إليه وتعظيمه بما يشتمل عليه من تاريخ وجغرافيا، عادات وتقاليد مُفعمة بالإنسانية، والأهم أن يتلمس صداقتنا الحقيقية تجاهه.
ولأجل ذلك من المهم كذلك ان ندرس إقرار جملة من التسهيلات الفعلية المقدمة للسائح والسائح – المُستثمر الأجنبي وبخاصة الصيني، تشابه تلك المُقرّة للسائح في دول عديدة أخرى، بل وللاقتراح عليه إقامة منتجعات وفنادق لأبناء جلدته، تتمتع بكل ما يريد ويصبو إليه من مطبخ قومي واستجمام، وعَمالة تتقن لغته القومية، وخدمات رفيعة المستوى يَصل ليلها بنهارها، ليكون مُكوثه في بلدنا تفعيلاً لأهداف “المبادرة” الصينية التي تختصر المسافات والزمن بين القارات والشعوب، ولطمأنته بأن وجوده مُرَحّبٌ به كإنسان يحمل قيمة إنسانية وثقافية محترمة وصديقة، نرنو للتفاعل معها ما وسعنا الى ذلك سبيلا.

*مديرة في مؤسسة سياحية كبرى، وعضوة ناشطة في الاتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين والكتاب العرب أصدقاء الصين.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *