الوسم: الصين

  • الحزام الاقتصادي الصناعي لطريق الحرير والاردن

    الحزام الاقتصادي الصناعي لطريق الحرير والاردن

     

     

    موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ
    رانيا ضميري*:

    يَحتاج الاردن الى قاعدة صناعية وتقنية رفيعة المستوى، قادرة على ضمان تطوره الأمثل في مختلف الحقول. وفي الحزام الاقتصادي الصناعي لطريق الحرير الصيني – الدولي، والبنك الآسيوي الذي سبق للاردن الانضمام إليه، فرصة سانحة للمملكة لتوظيفه لوضع اللّبنات الاولى للاستقلالية الصناعية، الضامنة بدورها لسيادة الدولة مالياً وصناعياً وحراكاتٍ الى أقصى درجة، ككل دولة على وجه الكرة الأرضية.

    الحزام الاقتصادي لطريق الحرير الصيني، هو حزام للتعاون الصناعي الدولي، يُنادي الجميع للاستفادة منه، أولاً بنقل الصناعات الصينية الى المجالات الوطنية، وتسهيل رقي البلدان الفقيرة والنامية، وإيجاد منظومة قوى عاملة وتوزيعها العادل على القنوات الاقتصادية سوياً مع قوى التنمية والأبداع التأسيسي والتقني والتسويقي، وتحويلها الى قاعدة إقليمية  بفضل إشعاعات الطريق.

    أتحدث هنا عن كل ذلك لعلمي بأن قارة آسيا هي الأهم دولياً وعبر القرون، فعدد سكانها يبلغ أكثر من 4 مليارات ونصف المليار نسمة، أي أكثر من ستين بالمئة من سكان كل العالم، ويبلغ إجمالي الناتج المحلي فيها 20 تريليون دولار أمريكي، أي ثلث الناتج المحلي لكل العالم!، ويعتمد النمو الاقتصادي لبلدان آسيا اعتماداً كبيراً على التجارة العالمية وعابرة الحدود الإقليمية، لذلك يُعتبر مشروع الصين لتخليق المواصلات الدولية أولوية لبلدان آسيا لتنشيط عملية الانتاج والتصدير منها والاستيراد إليها، وإعالة شعوبها بالأعمال والتشغيلات والتقدم المتسارع كما لم يكن في تاريخ الأمم!

    يتطلّب كل ذلك أعمالاً حثيثة لفتح قنوات إقتصادية بين آسيا والمحيط الهادئ وأفريقيا، أي بين القارات الأقدم التي هي مهد الحضارة والبشرية والاختراعات والاكتشافات التي أنهضت العالم الى ذرى التطور، دون أن تكسب معظم دول وشعوب هاتين القارتين أية مكاسب محورية في أعمالها التطويرية والعالمية، لإراحة شعوبها من الفقر والعوز الاجتماعيين والتنمية المتعثرة التي تعاني منه منذ قرون كثيرة.

    تعمل الصين في الوقت الحاضر، ومنذ فترة غير قصيرة، على إقامة أو تطوير عميق وشامل لشبكات ضخمة من المواصلات والاتصالات بكل الاتجاهات وفي عدة بلدان آسيوية مرة واحدة، ومن شأن هذا المشروع العالمي المُكلف، تنمية شبكات النقل والمواصلات، وتخليق منظومات النقل الشامل الميسرة وذات الآمان الكامل والاقتصادية بنفقاتها والفعّالة واقعاً، وتشارك دول عديدة في آسيا، وبخاصة في شرقها، جمهورية الصين الشعبية في هذه المشاريع الفعلية وذات التطبيقات الفورية، بهدف إقامة ترابط عميق وشامل مع الصين، يشمل السكك الحديدية في عموم آسيا ودول “منظمة آسيان”، ضمن خطة تُسمّى “الخطة العامة للترابط والتواصل بين دول آسيان”، وهو مشروع يؤكد تسهيل ربط عواصم دول آسيان بشبكة موحَّدة لسكك الحديد، ولنقل البضائع بيسر وإنسيابية، ونأمل بوصول هذا المشروع الى غرب آسيا، حيث تقوم الدول العربية والاردن.

    ومن الضروري التأكيد على أن مشروع سكة الحديد الآسيوية هذا، هو أكبر مشروع للقطارات في العالم قاطبة، وهو يمتد الى كل دول آسيا ليَجمعها في بوتقة واحدة لشبكات حركية مُعقّدة، لكنها سهلة الاستخدام والتنسيق فيما بينها، كما وأنجزت الصين أكبر مشروع عالمي للسكك الحديدية “فائقة السرعة، و “نضوجها المتزايد”، أي أنها قابلة لمزيد من التطوير بإدخال المزيد من الاختراعات عليها في كل سنة تلي الانجاز. ويُعتبر هذا المشروع مِثالي لكونه يُسهّل وصول السلع المَشحونة الى أوروبا وآسيا، سيّما وأنه عميق التشبيك والترتيب النظاميين، والانضباط والمراقبة المهنية، الى جانب الطرق الأرضية الآخرى.

    في الاردن نتطلع الى مزيدٍ من نجاح المشاريع الصينية في آسيا، لآن ذلك إنما يَعني أنها ستصل إلينا بكل قوتها وجبروتها وضخامتها، وننتظر ذلك اليوم الذي سوف ننعم فيه بها، وباستيراد متزايدٍ من الصين، وبتصدير مُتكاثر بسلع أردنية أخرى إليها.

     …

    ـ #رانيا_ضميري: كاتبة ومثقفة أُردنية وعضو ناشط في الاتحاد الدولي للصحافيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين.

  • “قِصص الِّصين والأُردن” المُمتِعة لحِزامِ وطَّريقٍ جديدٍ

    “قِصص الِّصين والأُردن” المُمتِعة لحِزامِ وطَّريقٍ جديدٍ

     

     

    موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ
    مَارينا سودَاح*:

    في نيسان/أبريل العام المنصرم 2017، صدر باللغتين العربية والصينية عن دار النشر الصينية “تشاينا انتركونتننتال بريس”، كتاب بعنوان “نحن وأنتم: قِصص الِّصين والأُردن”، وذلك بمناسبة العام الأربعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين، وقد حاز الكتاب على شهرة فورية في الاردن والصين على حد سواء، لكونه وثّق قصصاً واقعية مُثيرة عن العلاقات الرسمية والشعبية مابين الاردن والصين.

    في عودةٍ للتاريخ، نرى أن العلاقات الاردنية الصينية كانت قد تأسست قبل عام واحد فقط من بدء “حركة الاصلاح والانفتاح” الصينية الشهيرة، في العام 1978، والتي ضاعفت من منسوب علاقات الصين مع العالم ودوله ذات الانظمة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية المختلفة والمتباينة. يبدو لي أنه في ذلك الوقت، لم تكن علاقات البلدين قد انتظرت هذه الحركة الانفتاحية لتدشين الدبلوماسية الرسمية بينهما، فلم يكن في الأفق ما يدل على أن صِلات البلدين وإرادتهما السياسية قد تأثرت بأية تقلبات داخلية أو نقلات أيديولوجية ما. ببساطة، لقد نضجت أيامها الظروف لإرساء علاقات مباشرة.

    في هذا الكتاب، نشرتُ مقالة مطولة بطلب من الجانب الصيني، وخصصتها كما طلب الرفاق الصينيون للحديث عن القسم العربي لإذاعة الصين الدوليةCRI، وعن والدي مروان وعلاقاته القديمة جداً بالصين، ضمن عنوان مُعبّر وجاذب هو: “الذكرى الأربعون.. لكن عائلتي تحتفي بالخمسين”، في إشارة واضحة إلى أن عائلتي أقامت علاقاتها مع الصين قبل عشر سنوات من إقامة العلاقات الرسمية بين الدولتين، ويَحق لنا وهذا الحال أن نحتفي في أجواء عائلية بخمسين سنة، نصف قرن، على مرورها وبقائها مزدهرة ومتألقة وتزداد زهواً بالصين الصديقة والحليفة رئيساً وقيادة ودولةُ وشعباً.

    مِن أهم ماذكرته في هذا الكتاب، أن والدي صادق الصين لأنه كان متأكداً من أن توجهاتها وآرائها تتطابق مع تطلعاته وتطلعات الامة العربية، لكن الأهم هو توجهات الصين الاممية، والتي تحمل هموم البشرية، وتدافع عنها بطريقتها الخاصة، الناعمة والمباشرة والاقتصادية أولاً، فالبشر يحلمون بلقمة عيش كريمة، وتدريس أبنائهم وأحفادهم مجاناً، وعلاجهم الرفيع صحياً، ورعايتهم حين يصبحون كهولاً، وهو ما تجده الاشتراكية عموماً، والاشتراكية الصينية أيضاً، مطلباً مُحقاً من جانب جماهير الشعب وناس العالم.

    لقد نشرتُ في الكتاب رأيي الذي يتلخص في أن عائلتي الكبيرة، والدي “مروان” وجدّي “موسى”، ومن المحتمل كثيراً والد جدي من والدتي أيضاً، الذي قتله العثمانيون والقوا برأسه مقطوعاً بسيوفهم في بئر كنيسة الموسكوبية في فلسطينس، ومن بعدهم جميعاً عائلتي من والدي وجدتي، قد خَطو خطوات طويلة وواسعة في مسيرة ألف ميل عائلية أردنية، والتي توازي مسيرة الألف ميل الصينية للزعيم التقدمي والمُحرّر ماوتسي تونغ (مع الاختلاف في الجغرافيا والأحداث)، في منطلق لطريق حرير خاص بها، وربما لم يسلكه أحد من مواطنينا مِن قبل، ذلك أن الاوضاع لم تكن مناسبة للكثيرين للسلوك في هذا المسلك الطويل والصعب، والمكلف شخصياً وفي حقل المصالح الذاتية.. لكننا وبرغم ذلك، أكدنا جماعياً، وشخصياً أنا أكدتُ وماأزال أؤكدُ، أن الصين برمتها تثمن جهودنا العائلية تثميناً لا حدود له، وهذا لعمري هو شكل من أشكال الوفاء الصيني المعهود والمشكور لحُلفاء الصين، الذين أدركوا في وقت متقدم ضرورة إقامة وتعميق وتصليب العلاقات الاردنية والعربية الصينية.

    مقالتي التي نشرتها في الكتاب الذي أنا بصدده، مدعّم بالعديد من الصور التي تعرض لوالدي في نشاطاته الكثيرة في المركز الثقافي السوفييتي وجمعية الصداقة الاردنية السوفييتية، في العاصمة الاردنية عمّان، وتحدثتُ عن تدرّج والدي منذ صِغره بمراسلة الاذاعات الدولية بخاصة الصينية والروسية، التي تُعتبر بأثيرها سفراء لا حدود لهم، يَعبُرون حدود الدول بدون جوازات سفر أو تدقيق في هوياتهم!

    بالطبع، لم يكن في الاردن أنذاك سفارة صينية، كما لم يكن مركز ثقافي صيني، ولا أي مَعْلم صيني ما، وهي مأثرة بالطبع في ظل أوضاع كهذه الالتزام بصداقة مع دول وشعوب لا تمثيل لها في بلادنا، وكذا العمل للوصول إليها بكل الطرق المُتاحة وغير المتاحة برغم صعوبتها، وهنا يكمن الفِعل النضالي والوعي الحقيقي والإدراك المُبكر لضرورات الصين للاردن والامة العربية، وهو ما سيوصلنا، لا محالة، الى بر الأمان الاقتصادي والسياسي والشخصي والعائلي.

    وفي سروري الكبير الذي أحمله، أن والدي مايزال على اتصال مع عددٍ من زملائه، الذين درسوا معه في المدرسة، وتزاملوا جميعاً سوياً في وجهات النظر الصينية والروسية، وتميّزوا بنظرات مستقبلية لم يكن معظم الاردنيين يشاطرونهم إيّاها أو يدلون فيها بآرائهم.

    هذا هو طريق الحرير العائلي العربي الصيني التاريخي والجديد – القديم، الحزام والطريق لنا وللعالم، والذي بدأ قبل نصف قرن في عائلتي، ومايزال علامة مضيئة في مسيرة التعاون بين بلدينا، وصرحاً ضخماً يُعلِن عن مشروع مُستدام لِشرَاكَة ونقطة انطلاقة قديمة لنشطاء شعوبنا نحو توحيد جهود الأجيال، بهدف حل أزماتنا العربية بفضل عملنا سوياً مع شركائنا الحقيقيين، ولاستهداف الاستقرار الحقيقي والدائم والمُنتج للامة ورفاقنا، وفي طليعتهم الصين وإستراتيجيتها الهادئة والنافعة وبعيدة البصيرة، والتي تستند الى قاعدة طريق الحرير القديم، الذي سلك مسالك الاردن من جنوبه الى شماله، ليُنجّح بعد قرون كثيرة مبادرة “الحزام والطريق” الجديد للرفيق شي جين بينغ، بعائلات اردنية أممية مخلصة كعائلتي، ترحّب بكل الاستثمارات الصينية، وتساند تواصل حضارتينا وتقاربهما وانسجامهما من أجل عالمٍ واحدٍ، وحضارةٍ عالميةٍ واحدةٍ ومتعددةِ الألوانِ، تماماً كما هي الاشتراكية الصينية ذات الالوان الصينية المُحبّبة.

    *كاتبة وناشطة وقيادية في الهيئة الاردنية للاتحاد الدولي للصحافيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدِقاء (وحُلفاء) الصّين.

  • العِراق ومُنتدى الحِزام والطَّريق

    العِراق ومُنتدى الحِزام والطَّريق

     

     

    موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ
    بَهاء مَانع شِياع
    *

    بعد انتهاء الظروف العصيبة التي مر من خلالها العراق، والتدهور الذي رافق ذلك في مختلف مفاصل الدولة وبُناها المختلفة، أصبح من الضرورات التوجه للخيارات الأفضل، رغبة حتمية للتخلص من المأزق الكبير المتشكل، وللوصول إلى بر أمان ينتشل العراق من واقعه المؤلم.

    وبر أمان العراق هو مبادرة الحزام والطريق، التي سبق وأطلقها الرفيق الصدوق شي جين بينغ. تلك المبادرة تسعى إلى السلام والتعاون والانفتاح والشمولية والتعليم والمنافع المتبادلة، التي عبّر عنها الرفيق شي جين بينغ في حفل افتتاح الحزام والطريق الدولي، في الرابع عشر من مايو/أيار، والذي يهدف إلى بناء حزام وطريق كطريق للسلام والازدهار والانفتاح والابتكار والحضارة، وهي من مقومات وسُبل نجاة العراق وخروجه من أزمته الحالية.

    الخيار الذي لابد من انتهاجه ليكون العراق واحداً من الدول الفاعلة في المنطقة والعالم، مع خصوصية امتلاكه لكل المقومات المالية والسياسية والجغرافية والتاريخية، إذ يُحدّثنا التاريخ وصفحاته الموثِّقة على مر العصور، أن العراق كان ممراً مزدهراً  للتجارة منذ القدم، واليوم تتهيأ فرصة كبيرة لعودته الى سابق عهده، بالدخول والمشاركة بقوة في منتدى الحزام والطريق، الذي سيُعقد في القريب العاجل، في العاصمة بكين، وفي جزيرة مقاطعة هاينان الجميلة الملامسة لخط الاستواء، حيث الملتقى الكبير لغالبية دول العالم الساعية إلى التطور والسلام والازدهار، بوجود القوة الدولية الاممية المخلصة والداعمة لها، وهي جمهورية الصين الشعبية بقيادتها الحزبية المخلصة وكوادر حزبها الشيوعي، وعلى رأسهم  الزعيم الفذ الرفيق شي جين بينغ.

    لقد تعهدت جمهورية الصين الشعبية وعلى لسان المكرّم “شي”، بضخ مئة مليار يوان إضافية إلى صندوق طريق الحرير وبنك التنمية الصيني، لدعم التعاون في الحزام والطريق، وهذا لعمري دافع كبير للعراق لأن يكون من الدول المستفيدة من هذه المبادرة، وخصوصاً إن للعراق موقع جغرافي استراتيجي، يربط آسيا بأوروبا وأفريقيا، وطريق بري وآخر بحري مهم، وإن للعراق موانىء عديدة، وأخرى قيد الإنشاء، وقد تعهدت الصين الشعبية ضمن مبادرة الحزام والطريق، بإنشاء وتطوير السكك الحديدية، وتشييد الطرق التي تستخدم في نقل البضائع التجارية، وهناك دراسات مُعمّقة وجادة لمبادرة الحزام والطريق في أروقة الحكومة العراقية.

    إن انتهاج سياسة الربح للجميع التي انتهجتها الصين الشعبية، تعطي دافعاً كبيراً للعديد من الدول النامية، ومنها العراق، من أجل التخلّص من دوامة الدول الرأسمالية، التي تبني إقتصاداتها على أنهاك اقتصاد الدول الأخرى وأشلائها، وقد لفت ذلك انتباه العراق وجعل من التجار في العراق التوجه بقوة نحو الصين، لتكون المورّد الرئيس، نظراّ لما تمتلكه بلادنا من صناعة متطورة وأسعار مناسبة، وهذا يُعدُ من المُحفّزات الكبيرة لدخول العراق بثقة وقدرة وقوة في عملية مبادرة الحزام والطريق التي تلف العالم أجمع، وتقدّم نتائج خيّرة لجميع مَن يتعاونون معها في مسيرتها الكونية المخلصة لإنسانية الإنسان ومصالحه الجماعية.

     ـ*#بهاء_مانع_شياع: رئيس (المجموعة الرئاسية العراقية الاولى – الأول من أُكتوبر-2016 الذكرى 67 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية) للفرع العراقي للاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء (حُلفاء) #الصين، ورئيس منتديات مستمعي #الاذاعة_الصينيةCRI ومجلتها “مرافئ الصداقة”، ومجلة “الصين اليوم” العربية، وكاتب وصحفي ومحرر صحفي في وكالة #السندباد_الإخبارية، وعضو في #نقابة الصحفيين العراقيين.   

  • مَع الصّين كُلّنا رَابِحُون

    مَع الصّين كُلّنا رَابِحُون

     

     

    موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ
    بَاسم مُحمد حُسين*:

    يَخلو سجل جمهورية الصين الشعبية التاريخي من السلبيات جميعها. فدولة كبيرة مثل الصين بمساحتها الواسعة وعدد نفوسها الأكبر في العالم، وبما أمتلكته وتمتلكه من إمكانات مادية وبشرية سابقاً ولاحقاً، لم تفكر باحتلال دولة أو بقعة معينة، ولم تدخل جيوشها مدن غيرها، ولم تعتدِ على أحد، بل دافعت عن نفسها كثيراً وطويلاً لرد هجمات الأعداء على مر الأزمان. فبناء سور الصين العظيم يؤكد نزعتها الدفاعية وليس الهجومية، على عكس دول وأقوام عديدة في تلك المنطقة بالذات. كما يؤكد هذا الصرح الكبير الذي يُعتبر بحق إحدى العجائب المعتمدة عالمياً من ضمن عجائب الدنيا السبع القديمة، حب ذلك الشعب للبناء والإعمار، وليس للقتل والهيمنة على ممتلكات الآخرين .

    ومنذ قديم الزمان كانت الصين تتاجر مع عدد غير قليل من الأقوام وتتبادل معها البضائع المتنوعة وأهمها الحرير. وكان لهذا المنتج تميّزاً كبيراً عن غيره من المنتجات، حيث كان يُصدّر الى دول جنوب غرب آسيا، والدول الواقعة شمال وشرق أفريقيا، عبر طريق طويل سمي آنذاك بـِ(طريق الحرير).

    في عام 2013 طرح الرفيق الأمين العام والرئيس شي جن بينغ، مبادرة الحزام والطريق لإحياء الطريق القديم (طريق الحرير)، ولكن بمفهوم جديد وتقنيات حديثة، تشمل إنشاء طرق برية سريعة وذات مواصفات عالية، وكذلك خطوط للسكك الحديدية، وأنابيب لنقل المحروقات (النفط والغاز)، وإنشاء محطات للاتصالات الإلكترونية الحديثة، ومحطات للطاقة، ولنقل تلك الطاقة وغيرها من مستلزمات الحياة الجديدة. وتربط هذه الطرق جمهورية الصين الشعبية العملاقة مع مختلف الدول التي تتبادل معها تجارياً، أو تصدر إليها المنتجات الصينية المتنوعة، وعلى مختلف جهات وحدود الصين براً وبحراً.

    فمثلاً، من جهة الشرق مع روسيا، ووصولاً الى أوروبا، ومن الغرب مع آسيا الوسطى، وصولاً للخليج العربي والبحر الأبيض المتوسط، بينما من الجنوب مع دول شرق وجنوب آسيا، وصولاً للبحر الهادىء. وبالإمكان أن يُضاف لهذه الخطوط ممرات أخرى لدولٍ أخرى، زد على ذلك الخطوط البحرية.

    بالتأكيد، هذه الطُرق الصينية توفّر فرصاً للأعمال، حيث تُشغِّل آلاف الأيدي العاملة، وتعزّز حب الناس لأوطانهم، من خلال خدمة الوطن عبر العمل النافع الذي يعود بالخير الوفير على تلك البلدان، حيث سيكون التواصل بوسائط حديثة متطورة، تنقل تلك الدول المتأخرة نقلة نوعية، من خلال التنمية المُستدامة، وتجعلها بمصاف الدول الأوروبية المتقدمة خلال زمن مقبل قصير.

    إن سياسة جمهورية الصين الشعبية وحزبها القائد (الحزب الشيوعي الصيني)، تعتمد تلك المشاريع تشاركياً مع الدول الأخرى، لتكون الفائدة للشعوب عامة وليس لأصحاب رؤوس الأموال وشركاتهم فقط، (كما تفعل بعض الدول وقادتها)، وهنا هو بيت القصيد، أي بمعيار “رابح – رابح” .

    لنتصور الفارق بين الرؤية الصينية للمستقبل، حيث تضمنّت قرارات المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني، عام 2017، فقرة تلزم الدولة والمجتمع للحفاظ على البيئة، واتخاذ إجراءات مدروسة بهذا الشأن، بينما نجد الولايات المتحدة الأميركية تنسحب من إجراءات معالجة الاحتباس الحراري، والتي توّلد أضراراً كبرى على البيئة، وتنسحب نتائجها السلبية جداً على صحة كل البشر .

    كما يمكننا أيضاً أن نستقرىء نتائج مبادرة الحزام والطريق، مستندين الى تجارب الصين الناجحة بالكامل، وفي جميع المجالات طيلة الأعوام المنصرمة، ومنها على سبيل المِثال، خطتها المبدعة للقضاء على الفقر والتي ستنتهي قبل العام 2020، ولمسنا هذا الأمر في زيارتنا  الكبرى إلى جمهورية الصين الشعبية بدعوة من قيادة الحزب وتوقيع الرفيق شي جين بينغ، في آذار/مارس من هذا العام2018، ضمن وفد الاتحاد الدولي للصحافيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء (وحُلفاء) الصين .

    ـ مَرحى لِمَن يُحب الوطن والناس.. مع الصين كلنا رابحون..

    *الاستاذ #باسم_محمد_حسين: كاتب وعضو في “#المجموعة الرئاسية #العراقية الأولى، وسكرتير تحرير مجلة #الغد للحزب الشيوعي #العراقي، وعضو المكتب الإعلامي ومكتب العلاقات الوطنية للحزب، والأمين الإداري للنقابة #الوطنية للصحفيين #العراقيين.

  • الثقافات في الحزام والطريق الصيني

    الثقافات في الحزام والطريق الصيني

     

    موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ
    محمود عدنان*:

    دأب سفراء جمهورية الصين الشعبية لدى المملكة الاردنية الهاشمية منذ بداية إرساء صرح العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، قبل أكثر من أربعة عقود، وفي مختلف المناسبات والفعاليات، للتشديد على أن الأردن بلد آمن ومستقر، وبأن بيئته مناسِبة للاستثمارات الصينية، وليكن مقصداً إستراتيجياً لاستقطاب مختلف أشكال التفعيلات المالية والصناعية والتجارية والخدمية الصينية، التي يتطلبها الوضع الاردني، وبخاصة مشروع طريق الحرير الجديد المُسمّى بالحزام والطريق إختصاراً.

    سعادة السفير بان ويفانغ، سفير الصين الحالي لدى الاردن، هو الآخر يُكرّر ويشدّد على ضرورة التعاون الأوسع بين الدولتين، فهو ناشط في عقد المؤتمرات الصحفية، وتنظيم الزيارات الاردنية الرسمية المتعددة الى الصين، واستقبال المستثمرين الصينيين والاردنيين بالإتجاهين، وهي جهود يمكن النظر اليها على أنها أبواب جديدة يشرعها سعادته في مَسعاه لتقوية العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث أثمرت عن نجاحات ملموسة في المجالات المختلفة، وقد أثمرت جهود سفراء الصين والمباحثات الاردنية الصينية، منذ بداية العلاقات والى اليوم، في تعزيز فضاء الإستثمارات الصينية في قطاع التعليم والمعرفة، حيث تم التوقيع على عدد من الشراكات الاستثمارية بين البلدين، وبضمنها كذلك إنشاء الجامعة “الاردنية – الصينية”، وعلى صعيد آخر بدأت السفارة الصينية بجهود لتشييد مركز ثقافي لها في المملكة، نتظر إنجازه قريباً.

    توقيع مشروع الجامعة الأردنية الصينية بين العاصمتين، كان الأول من نوعه على مستوى العالم قاطبة، فهذه الجامعة هي أولى الجامعات الصينية التي تم إقرار وجودها خارج الأراضي الصينية، حيث ستكون هذه الجامعة داخل مبانِ متطورة، في منطقة الجيزة، على طريق المطار الدولي، على أرض مساحتها 1000 دونم، قدمها الأردن، فيما تتحمل الصين تكاليف الإنشاء بالكامل. أما برامج الجامعة فتتركز على التخصصات الهندسية والتقنية، حيث ستساهم بلعب  دور مهم في تلبية احتياجات السوق الأردني، وسوق المشرق العربي على إتّساعه، ونحن إذ نحيي جهود إيجاد هذه الجامعة، نعتبر أنها تندرج ضمن مسعى مرور مبادرة الحزام والطريق عبر الاردن، لتكون الجامعة ناصية ثقافية وعلمية للحزام والطريق، يُنير للاردنيين إمكانات الدراسة العليا والإبداع في الصين، بتقنيات متطورة جداً تنعكس بصورة تطويرية على الأوضاع الاردنية.

    مبادرة الطريق والحزام بدأت فعلياً منذ عدة سنوات في المملكة، من خلال توليد المشاريع الصينية المختلفة، وعشرات الاتفاقيات الموقعة بين الصين والأردن، في مجال الطاقات المتجددة، وغيرها من المشاريع التي تتعلق ببناء البُنية التحتية لمصادر المياه والمواصلات، كمشرع خط “المترو” التحت أرضي، إذ تم التوقيع مؤخراً على إتفاقية تفاهم بشأنه، والمصانع الصينية وغيرها الكثير.

    اليوم وبعد إعادة افتتاح معبر نصيب الحدودي، تتجه الأنظار الى مشاركة الأردن في عملية إعادة إعمار الجنوب السوري، فالدولة السورية هي الحليف القوي لجمهورية الصين الشعبية، إذ تساهم الأخيرة بفضل مبادرة الحزام والطريق في إرساء قاعدة استثمارية خصبة في سورية وفي الأردن أيضاً، وستكون الصين قريباً منافس دولي متوازن في عملية البناء السوري القادمة.

    مبادرة الحزام والطريق تلعب أدواراً جديدة ونافعة جداً لكسر الحدود السياسية، ولوضعها على جانب الطاولة، فالصين ومبادرتها هذه تهدف الى الرفاه الإجتماعي والعلمي والاقتصادي، الذي يُمكّن المجتمعات العربية بخاصة والشرقية بعامة وعلى حد سواء، من التطور الحقيقي، وللسير نحو تمكين وتنمية مهارات وقدرات إنسانية كامنة في الانسان ونوازعه للإبداع المُثمر لخير البشرية.

    *#محمود_عدنان: باحث #أردني في شؤون #الإعلام الحديث والفن المعاصر، وعضو ناشط في الهيئة #الاردنية للاتحاد الدولي للصحافيين والإعلامييي والكتّاب العرب أصدقاء (وحُلفاء) #الصين.

  • “شي” إلى الأردن..

    “شي” إلى الأردن..

     

     

    موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ
    فيصل ناصيف عبدالرحمن صالح*:

    قريباً يُفتتح في جزيرة هاينان الصينية القريبة من خط الاستواء الأرضي الوهمي، منتدى دولي مكرّس لمبادرة “الحزام والطريق” الصينية. واللطيف والممتع في أمر هذا المؤتمر ويُسمّى بالمنتدى أيضاً، هو هذا الحشد العالمي الكبير له من جانب المؤسسات الصينية، وفي طليعتها جريدة “الشعب” الصينية، التي تتبنى العمل على التعريف بمبادرة الرئيس شي جين بينغ على كل النطاقات وفي كل القارات.

    يُشير العمل الصيني الكبير و “الأنيق” في الوقت نفسه، إلى أنه ينشط من أجل خلق ظروف مناسبة، ومنها نفسية وأخرى اجتماعية واقتصادية، لمبادرة الحزام والطريق، ويؤكد كذلك جدَية الصين قيادةً وشعباً في تأكيد أهداف المبادرة دولياً، وسيرها في العالم الى أقصى أقصاه، وهو ما يكشف عنه هذا الكم الكبير من المشاركين في المنتدى، الذي يمثل كل العالم بكل أطيافه الاعلامية والمؤسساتية ذات العلاقة بالصين وبتنميتها للعالم.

    وغني عن التعريف أن الصين تعقد مؤتمرات ومنتديات على أراضيها أكثر من أية دولة أخرى في هذا العالم، مايُشير الى ان الطرح الصيني في المناحي المختلفة جاد وفاعل، ويعمل من أجل سرعة الإنجاز في علاقات الصين بالعالم، لذلك تحظى بعض الدول العربية بإنجازات صينية كبيرة، وبعضها الآخر “يَحظى” بالأنين والاوجاع، ويصرخ وهو يرتمي تحت ظروف وضغوطات من الفاقة والفقر والحروب والاقتصادات التي تعتمد على فرض ضرائب باهظة على عمليات الاستثمار المحلي والاجنبي، مما يؤخّر أو يمنع البلدان التي تعاني من هذه “الآفة”، من التطور والنمو الحقيقي وتبقيها أسيرة للماضي بكل معانيه وفي كل جانب.

    العلاقات الاردنية الصينية ممتازة بكل المقايس، لكن يلُاحظ ان الاردن لا يسير باندفاع كبير لتفعيل الاستثمار الصيني على أراضيه، ولو فعل ذلك بسرعة، لتم تحويل الاردن الى جِنان غنّاء، ولاستفاد الاقتصاد الاردني من عائدات كثيرة وكبيرة، عوضاً عن فرض ضرائب متلاحقة على المواطنين، وجعلها متصاعدة بدون توقف، مما ألحق العديد من الضربات بالاقتصاد المحلي، الذي يتطلع الى إنقاذ عالمي لا يمكن له أن يتأتي سوى من دولة صديقة ومخلصة، تسارع في إنقاذة ضمن عملية علمية تسمى “الفوز للجميع”  و “لأجل الجميع”، والصين هنا هي المِثال الأول والأمثل والوحيد، بل والأوحد تقريباً، الذي لا يعرف البيروقراطية في التنفيذ، بل يَعرف شعار التنفيذ بين ليلة وضحاها، ويريد باخلاص سرعة الانجاز وسرعة توافر عائدات وأرباح وتشغيل اليد العاملة وبضمنها الخبيرة والماهرة.

     

    عنوان هذا المقال “شي” إلى الاردن”، يَنبع من محبتنا للرئيس الصيني “شي” ومحبة الرئيس لجلالة الملك عبدالله الثاني، إذ كان لتوقيع اتفاقية التعاون الاستراتيجي بينهما قبل عد سنوات، طوق نجاة للاردن وشعبه، لذلك نتطلع الى قدوم “شي” الى الاردن بشخصه الجليل في زيارة رسمية، وقبله قدوم استثماراته الكثيرة الى المملكة، وتوظيفها، ونريد لها ان تتجذر في بلادنا إنتاجاً وعملاً، كما تجّذرت الاستثمارات الصينية في مصر والجزائر وفي غيرها من الدول العربية والأفريقية والآسيوية، لنكون دولة التقدم والازدهار بجهود صينية اردنية جماعية، وبعدها نحظى بزيارة من الرئيس “شي” الى الاردن، ليَنعم الرئيس باستثمارات بلاده في بلادنا، وليَعرف الشعب الاردني تمام المعرفة كيف تعامل الصين الاردن ودول العالم بدون ضغوطات أو إملاءات، بل بتسهيلات استثمارية واقتصادية مذهلة وسريعة، تكشف بكل مباشرة عن أن الصين تتطلع الى عالم جديد يُماثل اليوتوبيا الروحية في جنان خير للبشرية وبضمنها شعبنا الاردني الحبيب.

    أتمنى لمنتدى الحزام والطريق وجريدة  “الشعب” الصينية التي نتابعها قراءة ومتعةً بأخبارها وتحليلاتها،  مزيداً من النجاح في مسعاها الشريف، وشخصياً آمل وأرجو أن أزور الصين في العام المقبل 2019، من أجل المشاركة في منتدى مُماثل، ومعي ثلّة إعلامية من أعضاء الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين، من أجل ان نعمل في سبيل علاقات اقتصادية أوسع مابين الاردن والصين، خدمة لأهداف شعبينا في لاردن والصين وشعوب العالم في كرة أرضية مكتفية مادياً، وراقية بمُثُلِها الروحية، وهي مبادىء سامية نتشارك مع الصين في وضعها والدفاع عنها والتعريف بها، لتفوز بهمة المخلصين في العالم، ولتبني لنفسها ولنا وللجميع صرحاً دولياً مع الصين وبأموال الصين الكثير، وبمشاركتنا العربية أيضاً ولو بتواضع، لكن بأخلاص في مسرب الحزام والطريق الصيني للحرير العصري.

    –#فيصل_ناصيف_صالح: #خبير_تصوير و#مصوّر_إعلامي مُعتمد وخاص في #الإتحاد الدولي للصحافيين والإعلاميين والكتّاب العَرب أصدقاء (وحُلفاء) #الصين، وكاتب، ومتخصص بفنون نباتات “#بونساي” والبيئة والانسان

  • (الحزام والطريق) وتطويع الحتميات الجغرافية صينياً!

    (الحزام والطريق) وتطويع الحتميات الجغرافية صينياً!

     

    موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ
    يلينا نيدوغينا
    *:

    تلعب الجغرافيا ودكتاتوريتها دوراً هو الفيصل في تقرير الأحداث الاقتصادية والعلاقات الدولية السياسية والحربية.

    وفي الطريق الحريري الجديد للصين، عبر روسيا والقطب الشمالي، وصولاً أسرع لها إلى أوروبا، وتوفيراً في النفقات المبذولة في طُرق أخرى. لكن وبرغم ذلك، تُبقِي الصين على مختلف الطُرق التي تصلها بمختلف القارات والدول، لأنها ضرورة ملحة للصين ولكل البلدان الاخرى، ولفتح المجال لتنشيط التجارة الدولية، والاقتصاد العالمي، والتشغيل العام للشعوب بالاتجاهات المختلفة الأنفع.

    طريق الحرير عَبر الشمال (ويسمى أيضاً طريق القطب المتجمد الشمالي) لو بقي دون الكثير غيره من الطريق والأحزمة، لألحق خسائر كبيرة بدول عديدة، منها عربية وبقناة السويس كذلك، وليس سراً أن الصين تقيم مع مصر علاقات ممتازة وذات إفادة هائلة لهذه الدولة العربية التي يتزايد عدد السكان فيها بوتائر متسارعة، لكن الصين التي تتسم سياستها بالحِكمة والهدوء والتعامل مع مختلف البلدان بتساوٍ في الأرباح، ترفض شطب أي طريق حريري جديد، بل يبدو أنها تعتمد كل الطرق التي نصّت عليها مبادرة الزعيم والرفيق “ِشي جين بينغ”، والتي كان أعلن عنها في كازاخستان، عام 2013. أضافة الى ذلك، يصل المقال إلى أن هذا سبب آخر لتوطيد علاقات التعاون بين روسيا والصين.، أضف الى هذا، أن الطريق الشمالي سيعني ان تقوم الصين بتطوير المنطقة الكبرى للقطب الشمالي، ويؤكد الخبراء الروس هذه الفكرة، فيقول نيقولاي كوتلياروف، مدير المركز الروسي الصيني بالأكاديمية المالية التابعة للحكومة الروسية: “عدد من الخبراء يرون أن هذا الموضوع واعد: تنمية مشتركة للقطب الشمالي باستخدام موارد الاستثمار الصينية. فلدى الصينيين خبرة خاصة بهم في مجال بناء كاسحات الجليد والمعدات الخاصة”.

    يقول موقع “أرابيك نيوز” الصيني: وصلت مبادرة الحزام والطريق، التي طرحتها الصين في عام 2013، إلى المزيد من الناس والأراضي بما في ذلك القطب الشمالي. ونشرت الصين كتاباً أبيض حول سياستها إزاء القطب الشمالي في 26 يناير من العام الجاري، متعهدة بالحوكمة التعاونية وشرح رؤيتها بشأن “طريق الحرير القطبي”، وشدّدت الوثيقة التي حملت عنوان “سياسة الصين إزاء القطب الشمالي”، والصادرة عن مكتب المعلومات التابع لمجلس الدولة الصيني، على أن الصين لديها مصالح مشتركة مع دول القطب الشمالي ومستقبل مشترك مع بقية العالم حِيال القطب الشمالي.

    ويُورد الموقع، أن المنطقة اليابسة في القطب الشمالي تُشكّل نحو 8 ملايين كيلومتر مربع، وتعود السيادة عليها إلى كندا والدنمارك وفنلندا وأيسلندا والنرويج وروسيا والسويد والولايات المتحدة، فيما تبلغ مساحة المحيط القطبي أكثر من 12 مليون كيلومتر مربع، حيث تتقاسم الدول المطلّة عليه ودول أخرى حقوقاُ ومصالح بحرية وفقاً للقانون الدولي.

    وفي يوليو 2017، وافقت روسيا والصين على تدشين التعاون بشأن طريق البحر الشمالي، وقام البلدان معا ببناء “طريق الحرير الجليدي”، اسمه في ذلك الوقت. ويُنظر بشكل واسع إلى طريق الحرير القطبي على أنه الفرع الثالث للحزام والطريق، حيث يضيف طريقاً بحرياً آخر، بالإضافة إلى بحر الصين الجنوبي، والمحيط الهندي، وأفريقيا، والبحر المتوسط من جهة، وجنوب الباسيفيك والأوقيانوس من جهة أخرى.

    ويؤكد الموقع: “تأمل الصين العمل مع جميع الأطراف لبناء طريق الحرير القطبي من خلال تطوير طرق الشحن بالقطب الشمالي، بحسب الكتاب الأبيض”. و “تتطلع الصين إلى تطوير مشترك لموارد النفط والغاز والمعادن وغيرها من مصادر الطاقة غير الأحفورية والصيد والسياحة في المنطقة مع دول القطب الشمالي، مع احترام تقاليد وثقافة سكان القطب الشمالي، بما في ذلك السكان الأصليون، والحفاظ على البيئة الطبيعية. وستتخذ الصين خطوات ملموسة لتنسيق إستراتيجيات التنمية مع دول القطب الشمالي، وتشجيع الجهود المشتركة لبناء ممر اقتصادي أزرق يربط الصين بأوروبا عبر المحيط القطبي الشمالي، وتعزيز الربط الرقمي بالقطب الشمالي وبناء شبكة بنية تحتية عالمية.

     

    ما هو دور ومكانة العرب هنا؟.. هناك ارتياح عربي عام، وبخاصة مصري وعربي آسيوي، لجهة وضوح الموقف الصيني في هذا المجال، سيّما لتسارع تطور العلاقات المصرية والعربية الصينية في ظل المتغيرات الدولية، وهي رسالة سياسية صينية رسمية موجهة لمصر والعالم العربي، بما يتصل بأهمية هذا العالم العربي للصين، ومركزية ملف العلاقات العربية الصينية، حيث يَحظى العالم العربي بمكانة خاصة عبر القرون في الصين والعالم، وللإبقاء على العلاقات التاريخية والجيدة للصين مع العرب. وهي كذلك رسالة صينية واضحة للزعماء العرب من أجل تقدير هذا الموقف الصيني، ولفتح مزيدٍ من الحوارات الجادة مع مختلف الدول التي تعيش بعض التآرجح في علاقاتها مع الصين، من أجل تسريع العوائد على مختلف الأطراف من خلال الطُرق التجارية والثقافية لمبادرة الحزام والطريق الإيجابية، لصناعة خطوط اقتصادية وسياسية ودبلوماسية وتجارية واقتصادية ما بين العالم الصيني والعالم العربي، وللانخراط في علاقات أعمق للوصول الى نتائج أفضل بين هذين العالمين، ولتثبيت العلاقات بينهما، برغم عدم ارتقاء الروابط الاستراتيجية بين بعض الأشقاء العرب مع الصين، بسبب أن علاقات البعض منهم إستراتيجيا تبقى مع الولايات المتحدة أولاً ودول اوروبا الغربية ثانياً.

    أسّست الصين رؤيتها – التي تريد أن تغيّر بها وجه آسيا لتنقلها إلى عصور الحداثة – على مشروع دام أكثر من ألفيْ سنة، ألا وهو “طريق الحرير” كما أسلفنا. كان هذا الطريق يمتد من الصين عبر آسيا الوسطى وإلى شواطئ “المتوسط”، ومن هناك كان يمتد بحراً إلى أوروبا التي كانت تستقبل البضائع الآسيوية الثمينة حينها، من البهارات والخزف والحرير الصيني”.

    هناك حالة ارتياح كبيرة وشديدة للعلاقات العربية الصينية، لضرورة تطويرها بشكل “ملموس أكثر”، فجميع العرب يَشعرون لزوم استثمار هذه العلاقات في مستويات أرقى، ضمن مؤشرات تنعكس على الجماهير العربية بمكاسب كبيرة.

    في آسيا على وجه الخصوص، أسّست الصين رؤيتها على أهمية تغيير وجه هذه القارة، لتنقلها إلى عصور الحداثة والعلوم والمشاريع الضخمة، التي تلبي الاحتياجات المتزايدة للنمو السكاني ومتطلبات الشعوب المتكاثرة عدداً، واستناداً الى رؤية طريق الحرير القديم الناجح، والذي كان يمتد من الصين في شرق وغرب – وسط آسيا، عبر بلدان آسيا الوسطى، إلى شواطئ البحر الابيض المتوسط، ومن هناك يمتد بحراً إلى أوروبا التي كانت تستقبل البضائع الصينية والآسيوية المتنوعة والثمينة في الأزمان البائدة، ومنها البهارات والخزف والحرير الصيني، وهذا كان متزامناً مع إتيانه بالأمن الاقتصادي والسياسي في الدول التي كان يمر فيها (الطريق)، وهو ماسوف يتم استنساخه في الطريق الجديد (الحزام والطريق)، ليتم به تغيير وجه العالم الى آخر أفضل، سيّما من خلال البنك الآسيوي الذي بات دوره العالمي يتعاظم، إذ أن الصين كانت أعلنت في عام 2015، ورقة عمل فاعلة تسمّى “خطة تشغيليّة لمبادرة الحزام والطريق”، تضمّنت الخطوط العريضة للمبادرة التي دعت دول آسيا والعالم إلى الانضمام إليها، ومنها الاردن وروسيا، وجعلت المشاركة في البنك الآسيوي لتنمية البُنية التحتية ضرروة لتطوير البلدان الصديقة – والذي تساهم الصين بحصة الأسد فيه -، لتتمكن بالتالي من قيادة دفّة التحوّل العالمي لمصلحة الامم والقوميات على اختلافها.

    *#يلينا_نيدوغينا، رئيسة تحرير الملحق #الروسي، وعضو مؤسس  وقيادي في الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء (وحُلفاء) #الصين.

  • اتجاهات السياسة الصينية في سورية والمنطقة

    اتجاهات السياسة الصينية في سورية والمنطقة

    موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ
    سعيد طوغلي*:
    مما لا شك فيه أن الساسة والباحثين الصينيين يعرفون تماماً السياسة السورية وتاريخ سورية السياسي ودقائق قضاياها، وهذا شيء طبيعي لدولة كبرى كالصين، لكونها حليفة طبيعية للدولة السورية.
    تمثل سورية أيديولوجيا إستثنائية في منطقة “الشرق الأوسط”، ونظراً لخريطة توزيع القوى الدولية في “المنطقة”، فإن سورية تمثل الخيار المِثالي للدور الصيني المنشود فيها .
    كذلك، تعدُ سورية رصيداً إستراتيجيا للصين، كون الأولى تمتلك ثروات طبيعية هائلة، ولأنها تتميز بوزن وثقل جيوسياسي على الموقع الجغرافي للمنطقة، كما أن لديها مكانة محورية في تاريخ الحضارة والإنسانية، ناهيك عن موقع سورية على البحر الأبيض المتوسط، والذي يجعل منها مركزاً وبوابة نحو إنطلاق السلع الصينية إلى دول حوض المتوسط وإلى عموم أوروبا .
    شخصياً أعتقد، بأن مصلحة جمهورية الصين الشعبية، إحداث استثمارات تجارية وصناعية في سورية، على سبيل المِثال لا الحصر، أقامة معامل لشتى الصناعات، مما يؤدي إلى تعزيز الشراكة بين الحليفين الشقيقين سورية والصين، هذا أولاً. وثانياً، يحتاج نقل البضائع بحراً من الصين إلى أقصى أوروبا إلى 40 و 45 يوماً .أما من خلال سورية وموانئها فتحتاج البضائع لتصل الى اوروبا، إلى عشرة أيام فقط. إن هذا وحده كفيل بتنشيط الحركة التجارية الصينية من خلال سوريا بالتحديد.
    قبيل الأزمة تناهى إلى مسامعنا أحاديث عن نية الصين تشييد مشاريع كهذه، وبناء مدينة صناعية في سورية، تضم حوالي 600 معملاً ومصنعاً لحوالي 200 شركة صينية تنتج العديد من الصناعات والسلع، وقد توقف المشروع مع بدء العدوان المريع على وطني الحبيب سورية.
    ومع دخول الحرب السورية مراحلها الأخيرة، نأمل أن يسارع الحلفاء الصينيون إلى تفعيل هذا المشروع، وإقامة غيره، وأن يكون الإعمار سريعاً ولأن تلعب الصين دوراً رئيسياً في إعادة الإعمار، وهو ما سوف يُبشّرنا بمزيدٍ من الثقة بدور الصين الذي لم يغب عن الساحة السورية منذ اليوم الأول للأزمة، وحتى يومنا هذا .
    فقد قدمت الصين دعماً كبيراً لسورية خلال سنواتها السبع العجاف، ولا زلنا نأمل أن يزداد الدعم بعد الحرب أيضاً، وبنطاق أوسع، لتجسيد مبادرة الحزام والطريق الواحد لنا كشعوب تحررية وحليفة للصين .
    هذا هو ما نتمناه في وطني سورية، وهو فِعلاً ما أرغب به ومعي عموم السوريين، وننادي سوياً وبصوت واحد: إلى دور صيني نشط في سورية .
    ويحدونا الأمل والعمل بأن تتعزّز الروابط بيننا وبين الصين، على كافة الصُعد ومنها الاقتصادية والسياسية والثقافية، وأن يكون عنوان عملنا الجماعي: (الحزام والطريق) هو الخيار الأمثل لنهضة بلادنا وشعوبنا”.

    #محمد_سعيد_طوغلي: عضو مُرشح في هيئة الإتحاد الدّولي للصحافيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء (وحُلفاء) الصين في سورية، وسفير سلام ورئيس المكتب الإعلامي لمنظمة HWPLالعالمية، وعضو في إتحاد الإعلاميين العرب، ورئيس تحرير، وإعلامي وصحافي سوري ودولي، وأُستاذ صحافة، وسفير لجامعة الشعوب العربية للإعلام الإلكتروني في سورية.

  • “حِزام و طَريق”.. إلى الأُردن!

    “حِزام و طَريق”.. إلى الأُردن!

     

    موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ
    الأكاديمي مَروَان سُودَاح*:

    بادرت جريدة “الشعب” الصينية، الناطقة بلسان اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، إلى دعوة دولية لحضور منتدى مُكرّس لمبادرة الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني ورئيس جمهورية الصين الشعبية الرفيق شي جين بينغ، لمناقشة أحوال هذه المبادرة في أكثر من موقع جغرافي في الصين، ولأجلِ مزيدٍ من البحث فيها وفي مدلولاتها وأبعادها الصينية والأممية لجميع الشعوب والدول والأُمم.

    هذه الدعوة هي الثانية بهذا العنوان في الصين، فقد سُررت بحضور الفعالية الأولى العام الماضي، والتي نظمتها أيضاً “الشعب” الصينية التي تعتبر الأشهر في الصين، وبكونها واحدة من أكثر صحف العالم تأثيراً ومتابعةً. هذه الدعوة لحضور المنتدى لم يَسبق لمثيلها مَثيل على نطاق دولي، فهي تمثل الغالبية الساحقة للبلدان والشعوب المهتمة بهذه المبادرة والتي تَعتبر نفسها صديقة أوحليفة للصين، وتعمل معها من أجل النفع المشترك الثنائي والجماعي، وعلى مختلف الصُعد، وفي دوائر الإفادات لهذه المبادرة الرائدة التي تُحيي طريق الحرير الصيني القديم، وتُقِيمُه في عنوان جديد وسبيل مُستحدث أطول وأعمق في علاقاته مع قوميات العالم ولغاته وثقافاته، بسبب سهولة الاتّصالات العصرية وامتلاك الصين لناصيتها، وسرعة الوصول من نقطة البدء الصينية في خرائط المبادرة، إلى أقصى نقطة مُقرّة فيها.

    هذا المنتدى الدولي للتعاون الإعلامي لمبادرة الحزام والطريق لعام 2018، تم إقرار تنظيمه في العاصمة بيجين، وفي بوآو بمقاطعة هاينان الخلابة، ما بين 29/10/2018 و 02/11/2018، ودُعي المشاركون من مختلف الوسائط العالمية المختلفة، ودور الخِبرة، ومؤسسات الدراسات الدولية والصينية والأجنبية والمتخصّصين والبّحاثة، للمشاركة في التغطية الإعلامية المشتركة للمنتدى في مقاطعة – جزيرة هاينان ما بين 22/10/2018 و 28/10/2018، بغية “التعرّف على حالة تنفيذ (مبادرة الحزام والطريق)، وواقع التطور الاقتصادي والاجتماعي في الصين”.

    وغَني عن التعريف، أن الاردن مُهتم بهذه المبادرة الصينية أيّما اهتمام، لكونها مُفيدة للشعب العربي الأردني وللبلدان المُحيطة به، والتي سوف توفّر طريقاً آمناً وسَلِساً للمبادرة، لتصل الى مُدن الأردن المختلفة، تماماً كما وصل إليها طريق الحرير الصيني القديم، من جنوب بلادنا (آيلة)، الى شمالها (آرابيلا)، مَارّاً بمختلف مدن الأردن العريقة وقُراه، ومُخلّفاً آثاراً صينية، بعضها ما يزال مُتوافراً الى الآن، وحافظاً لذاكرة التاريخ ولتوفير مَمرٍ آمن للتجارة بين الصين والأردن، وسبيلاً حافظاً لتمازج ثقافاتنا وتقاربها، وتقريب الأمتين الصينية والعربية من بعضهما بعضاً، وبالتالي تجسير التلاقح الحضاري والثقافي والانساني، ما يتيح لجميعنا فهماً أفضل لبعضنا البعض في إطار سلمي تتوق إليه أمتنا والأُمة الصينية الصديقة.

    في عام 2015، وقّع الملك عبدالله الثاني والرئيس شي جين بينغ، في الصين، إتفاقية التعاون الاستراتيجي، والتي تعمل في اتجاهات عديدة، من بينها تنشيط وتفعيل “مُبادرة الحزام والطريق” في الأردن، وتسهيل مرورها عبر المملكة إلى غيرها باتجاه الأشقاء العرب وأوروبا، ما يؤكد بأن الأردن دولةً وشعباً، والذي سبق وانضم الى البنك الآسيوي، الذي أقامته الصين، مهتم بنجاح مبادرة الحزام والطريق، لِمَا لها من إفادة عميقة للاقتصاد الأردني، الذي يُعاني من اختلالات عديدة، ويَنتظر مبادرات متواصلة وفاعلة لتأخذ به إلى نجاحات متجددة.

    وفي هذا الصدد، تُعتبر جمهورية الصين الشعبية أكبر جهة داعمة على الاطلاق في مجال تقديم البرامج التدريبية لتطوير الموارد البشرية في الأردن، وتأكيداً على ذلك، يتابع السفير الصيني لدى الأردن (بان ويفانغ)، التزام بلاده، في إطار العلاقات الاستراتيجية المتميزة بين البلدين، باستمرار تزويد الأردن بالبرامج التدريبية، والتي وصل عدد المشاركين الأردنيين فيها إلى نحو2000 مسؤول وفني محلي، شاركوا في برامج تدريبية خلال السنوات الماضية، وبذلك أصبحت الصين أضخم مزوّد للتدريب في مجال الموارد البشرية في الأردن، ما يعزّز من تبادلات البلدين وتعاونهما ومشاريعهما، زد على ذلك أن “الحكومة الصينية ستواصل تعزيز شراكتها الاستراتيجية، وتعميق التعاون العملي في جميع المجالات مع الأردن، بما في ذلك التعاون في حقل تنمية الموارد البشرية، والمساهمة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية في الأردن”.

    الروابط والعلاقات الاقتصادية بين الأردن والصين ستبقى وكما كانت على مدار 41 سنة مسألة الأولوية للبلدين، بغض النظر عن الاختلاف في نظاميهما السياسيين والاقتصاديين وتحالفاتهما الدولية، ذلك لوجود إرادة سياسية لدى العاصمتين لمواصلة تطوير العلاقات على جميع المسارات، بخاصة في التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية والملفات الدولية، ولاسيّما من خلال البِناء على كل ما تحقّق من تعاون واسع بينهما في قطاعات كثيرة، أبرزها الصخر الزيتي، والطاقة المتجددة، والبُنية التحتية، والتكنولوجيا، والاستثمار الواسع وبناء المصانع الصينية في الأردن، وتوسِعة مضطردة للتبادل التجاري، وليس أخيراً التعاون الثنائي في التربية والتعليم، ومشروع إقامة مركز ثقافي صيني في الاردن، وغيرها الكثير.

    * الأكاديمي مَروَان سُودَاح: رئيس الإتّحاد الدّولي للصّحافيين والإعلاميين والكتّاب العَرب أصدِقاء (وحُلفاء) الصين.

  • التقارب الإسلامي الصيني مفتاح إعادة إحياء طريق الحرير (ح 3)

    التقارب الإسلامي الصيني مفتاح إعادة إحياء طريق الحرير (ح 3)

    اتجهت أنظار العالم يومي 14 و15 أيار/ مايو الجاري إلى العاصمة الصينية بكين، لمتابعة افتتاح منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي بحضور حوالي 1200 مشارك من بينهم 29 رئيس دولة، وأكثر من 100 وزير، و 50 أمين عام ورئيس منظمة دولية، بالإضافة إلى حوالي4000 صحفي. لكن ما هي مبادرة الحزام والطريق؟

    مبادرة الحزام والطريق

    مبادرة الحزام الاقتصادي لطريق الحرير، وطريق الحرير البحري للقرن ال21 المعروفة اختصارا با “مبادرة الحزام والطريق”، هي مبادرة أعلن عنها الرئيس الصيني الحالي السيد شي جين بينغ خلال كلمة له ألقاها في جامعة نزارباييف بكازاخستان في 7 من سبتمبر 2013 م.
    وتتلخص فكرة مبادرة القرن هذه بإحياء طريق الحرير القديم البري والبحري عبر ربط آسيا، وأوروبا، وإفريقيا: برياً عن طريق شبكات السكك الحديدية فائقة السرعة، والطرق السريعة، وبحريا عن طريق إنشاء الموانئ على طول سواحل الدول الواقعة على الممرات البحرية القديمة والحديثة، وجويا عن طريق إنشاء المطارات، وطاقويا عن طريق شبكات الطاقة الكهربائية، وخطوط أنابيب نقل البترول والغاز العابرة للقرات، ومعلوماتيا عن طريق ربط شبكات الاتصالات، وثقافيا عبر الفعاليات والنشاطات الثقافية، والبحثية لمئات الجامعات والباحثين، بالإضافة إلى إنشاء مناطق التجارة الحرة، وتطويرالتجارة الإلكترونية العابرة للحدود، واستحداث ستة ممرات اقتصادية، والتي نذكر منها ممر الصين – باكستان الاقتصادي الذي تصل تكلفة إنشائه إلى حوالي 45 مليار دولار، وهو ممر يربط الصين مباشرة بعينها على العرب “ميناء جوادر الباكستاني”.

    ومن أجل تحقيق أهداف مبادرة القرن هذه تم حتى الآن إنشاء سبع مؤسسات مالية للتمويل، والاستثمار على رأسها البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية برأس مال يصل إلى 100 مليار دولار، ويضم حتى الآن 57 دولة مساهمة، وصندوق طريق الحرير برأس مال 40 مليار دولار وغيرهما، ومن المتوقع أن يبلغ حجم الاستثمارات عند اكتمال مشاريع المبادرة حوالي 4 تريليون دولار.
    وينظم هذا التعاون العالمي الجديد إطار تشاوري، تشاركي، منفعي، يرتكز على خمسة أولويات : التنسيق السياسي، وربط البنى التحتية، وفتح القنوات التجارية، وتدفق التمويلات، والتواصل بين الشعوب؛ مما سيضمن ويعزز تعميق التبادلات الاقتصادية، والتجارية، والسياسية، والثقافية وحتى الأمنية بين أكثر من 65 دولة حول العالم التي تقع على طول خط الطريق الحرير بحجم سكاني يقدر بحوالي 4.4 مليار نسمة أي ما يعادل 63% من سكان العال، وحجم اقتصاد يمثل 29% من الاقتصاد العالمي، وقد أعلنت الحكومة الصينية مؤخرا عن أن أكثر من 100 دولة ومنظمة دولية انضمت فعليا للمبادرة.

    أهمية البلدان الإسلامية على الطريق

    لعبت حواضر العالم الإسلامي دورا محوريا في التجارة عبر طريق الحرير القديم البري والبحري نظرا لموقعها الجغرافي، وخاصة المنطقة العربية التي كانت جسرا حضاريا بين آسيا، وأوروبا ، و إفريقيا.
    و من بين 65 بلداً التي تقع على طول نطاق طريق الحرير نجد 25 بلدا مسلما، منضويا تحت سقف منظمة التعاون الإسلامي، بل وحتى إقليم شينجيانغ الصيني الذي هو بوابة طريق الحرير على العالم ذي أغلبية مسلمة، وهذا ما يجعل من طريق الحرير طريق إسلامي صرف.
    طريق يربط مدينة بخارى، وسمرقند بطهران، وبغداد، وأنقرة، ودمشق، والقاهرة، وعدن.
    طريق قد يعيد مركز التجارة العالمية إلى الشرق بعد ما اختطفه القراصنة الأوربيون لأكثر من ستة قرون، ويعيد بذلك للبلدان الإسلامية وظيفتها الحضارية كمنطقة يتم عبرها التبادل الثقافي، والحضاري، والاقتصادي، وحتى الأمني بين الشرق والغرب، بالإضافة إلى كونها إحدى الأسواق الكبيرة للبضائع الصينية، وتتجلى أهمية البلدان الإسلامية في كونها المنطقة المحورية الجامعة بين الشرق، والغرب، والمستهدفة في نفس الوقت وتتقاطع المبادرة الصينية مع العديد من الاستراتيجيات (رؤية السعودية 2030، خطة الكويت الجديدة 2035، قطر تستحق الأفضل) للدول الإسلامية خاصة دول الخليج التي تملك مؤسسات تمويلية مهمة، وهذا ربما ما حدا بالرئيس الصيني إلى حث الدول العربية على اغتنام فرصة ركوب قطار التنمية الصيني قبل فوات الأوان، وذلك خلال خطابه التاريخي الذي ألقاه في مقر جامعة الدول العربية في يناير 2016م، حيث قال:
    “ 我们要抓住未来5年的关键时期共建“一带一路”,确立和平、创新、引领、治理、交融的行动理念,做中东和平的建设者、中东发展的推动者、中东工业化的助推者、中东稳定的支持者、中东民心交融的合作伙伴。“
    “علينا أن نغتنم مرحلة الخمس سنوات القادمة الحاسمة لنبني معا “مبادرة الحزام والطريق ” ونحدد مفهوما للعمل على أساس إحلال السلام، والابتكار، والريادة، والحكامة، والاندماج، ونكون بناةً للسلام في الشرق الأوسط، ودافعين لتنميته، ومساهمين في تحوله الصناعي، وداعمين لاستقراره، وشركاء في إندماج شعوبه”
    الصين اليوم، بثقافتها، وحضارتها، وتاريخها تقدم نسختها للعولمة، نسخة تختلف عن النسخة الغربية، وتتلاقى في نقاط كثيرة مع المفهوم الإسلامي للعولمة؛ مما قد يمهد الطريق لتقارب إسلامي صيني، الذي نعتقد أنه مفتاح إعادة إحياء طريق الحرير، وطريق السلام.
    السلام الذي تتعطش إليه شعوب المنطقة، و يمنح الفرصة مرة ثانية لطريق الحرير في توحيد المسلمين من فرس، وترك، وعرب، وغيرهم تحت راية التنمية، كما وحدهم قديما تحت راية الجهاد.

    المغرب العربي الغائب الأكبر

    على الرغم من أن سواحل شمال إفريقيا لم تكن ضمن نطاق مجرى طريق الحرير البحري القديم، إلى أن أهميتها الجيواستراتيجية نظرا لقربها من أوربا، وقربها من المنطقة البكر الخزان البشري القادم أفريقيا جنوب الصحراء جعل منها حلقة مهمة جدا في أي أستراتيجية ذات بعد عالمي.
    كما أن النطاق الجغرافي لمبادرة الحزام والطريق يعتبر نطاقا مفتوحا، وهذا ما يفسر دعوة الرئيس الصيني شي جين بينغ لنظيره الأمريكي دونالد ترامب للانضمام إلى مبادرة الحزام والطريق، حيث سعت الصين إلى ربط عاصمتها بكين بأمريكا، وكندا عن طريق سكة حديد تربطها بمنطقة ألاسكا مرورا بروسيا.كما أنه هناك العديد من دول العالم التي تعتبر خارج نطاق الجغرافي القديم للطريق أبدت استعدادها للانضمام إلى المبادرة.
    لكن حتى الآن تعتبر دول المغرب العربي الغائب الأكبر، رغم حاجتها الماسة إلى الاستثمارات الخارجية لدعم استراتيجياتها التنموية المحلية كمنطقة انواذيبو الحرة في موريتانيا، ومخطط المغرب الأخضر في المغرب.
    والأهم من هذا أن الانضمام لهذه المبادرة قد يكون نقطة تحول في موقف الصين تجاه قضية الصحراء؛ مما يخدم الحل السلمي لهذه القضية .
    فإنشاء مشاريع البنية التحتية التي تربط شمال إفريقيا بغربها لابد أن تمر حتما بالمناطق الواقعة تحت سيطرة جمهورية الصحراء الغربية، وقد يشكل إحياء طريق القوافل عبر الصحراء عن طريق تشجيع الاستثمارات الأجنبية في مجال البنية التحتية، والمرافق العامة على شكل مشاريع (BOT و PPP) تحويل المنطقة كلها بما فيها المناطق الصحراوية إلى منطقة صناعية، ومنطقة تخزين، وعبور، و إعادة تصدير المنتجات ليس فقط إلى دول منطقة الايكواس التي مؤخرا سعت كل من المغرب وموريتانيا إلى تعزيز علاقتهما الاقتصادية والتجارية معها، بل وحتى إلى القارتين الأوربية، والأمريكية؛ مما سيعود بالنفع على كل الأطراف المباشرين، وغير المباشرين المعنيين بالنزاع في المنطقة، النزاع الذي يعيق تحقيق حلم الشعوب المغاربية في الاتحاد.
    إن إحياء طريق القوافل عبر الصحراء قد يخلق ظروفا جيوسياسية جديدة في المنطقة قد تكون المفتاح لحلحلة مشكلة الصحراء، فقد يصلح الاقتصاد ما افسد التاريخ، وعجزت السياسية، والحرب عن إصلاحه.

    لقد علـمنا التاريخ قديمه، وحديثه بأن صراع الدول العظمى يخلق فرصا استراتيجية لا تتكرر، فعلى سبيل المثال لا للحصر، كانت حرب الكوريتين، والحرب الباردة السبب المباشر في نقل الصناعات الثقيلة من الاتحاد سوفيتي إلى الصين، ونقل صناعات التكنولوجيا المتطورة من أمريكا إلى كوريا الجنوبية وحتى إعادة إعمار اليابان وألمانيا. فهل سنغتنم هذه الفرصة أم أنه لا حياة لمن تنادي.
    د. يربان الحسين الخراشي

    Dr. Yarbane El Houssein El Karachi

    Jilin University – China

    Department of Exploration and Drilling Engineering

    E-mail: yarbalanacn@yahoo.com

    yarbanacn@163.com