الوسم: روسيا

  • الصين وروسيا وحرير بوتين و شي

    الصين وروسيا وحرير بوتين و شي

     

    موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ
    عبدالاله جبر المهنا*:

    زيارة الرئيس الصيني (شي جين بينغ) الى روسيا الاتحادية في الحادي عشر من إيلول/ سبتمبر الماضي ٢٠١٨، بدعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لحضور المنتدى الشرقي بدورته الرابعة، حدثت تزامناً دقيقاً مع المناورات العسكرية الروسية الصينية وبقية الدول المشاركة..

    العلاقات الصينية الروسية وطيدة للغاية، نظراً لما تتمع به العلاقات بينهما عبر التاريخ القديم والحديث، وبخاصة شموله حقبة اندلاع الثورة الصينية، ووقوف القيادة الروسية الى جانب الصين، وانبثاق حرب التحرير الصينية بقيادة الحزب الشيوعي الصيني.

    والجدير بالملاحظة ان العلاقات بين البلدين أصبحت أكثر قوة وعمقاً بعد حركية سياسة “الاصلاح و الانفتاح” ناحية روسيا، التي بدأت في الصين منذ سنة 1978، واستمرت بنقلات لعدة عقود، وهذا بدوره صبّ ومازال يصب في مصلحة الشعبين والدولتين، وانعكس إيجابياً على بقية شعوب العالم، فباتت العلاقات الصينية الروسية تشهد اليوم تعاوننا على مختلف الصُعد، وخصوصاً على الصعيد الاقتصادي، مما نتج عنه تعاون تجاري ضخم في مختلف فروع الاقتصاد وضمن مبادرة الحزام والطريق الصينية التي تشمل روسيا كلها كجارة وثيقة للصين، وبالتالي يصب ذلك في مصلحة التعاون العسكري والسياسي، وفي تطابق وجهات النظر في مجمل القضايا العالمية، وشؤون الصراعات الدولية، وتميزاً مجالي الطاقة والنقل  تميزاً واضحاً  بين الدولتين.

    وفي ظل الظروف العالمية الجديدة المضطربة، ونتيجة للنهج العدائي والتخريبي للإدارة الامريكية تجاه الصين وروسيا وبقية بلدان العالم، أصبحت الحاجة ملحة للتشاور وتعزيز التعاون الثنائي الروسي الصيني أكثر وأعمق من أي وقت مضى.

    سياسة الصين وروسيا تميّزت بتعزيز الأمن والسلم العالمين، وفتح ابواب التعاون بين مختلف دول وشعوب العالم علئ اساس تبادل المنفعة ضمن نطاق الحزام والطريق بالطبع، وغيره، بعيداً عن ممارسات الجشع والاستغلال والهيمنة التي تنتهجها أمريكا.

    وقد انتهجت قيادتي روسيا والصين نهجاً سلمياً وتفاوضياً لحل المشاكل الدولية. واليوم توّجت هذه العلاقات بزيارة الرئيس شي جين بينغ الى روسيا، لجعل هذه العلاقات اقوى ونموذجاً يُحتذئ به، وقد جاءت متزامنة مع المناورات العسكرية المشتركة بين الدولتين الجارتين، بالاضافة الى منغوليا، حيث انها تعكس مدى قوة الدول المشاركة فيها…

    ان حجم الاتفاقيات التي تم توقيعها بين الجانبين الصيني الروسي وخصوصاً مايتعلق بالطاقة النووية، وقيام الشركات الروسية ببناء محطات للطاقة النووية، سيتيح تخفيف اعتماد الصين على الفحم الحجري بانتاج الطاقة، مما يخفف الانبعاث الكاربوني. وكان لقطاع النقل ايضاً حصة في الاتفاقيات الموقعة بين البلدين حيث ستقوم الشركات الصينية بتنفيذها نتيجة للخبرة الواسعة بهذا المجال، حيث هذه المشاريع ستسهل عملية نقل المنتجات الزراعية والسلع من شبه جزيرة كوريا واليابان عبر منغوليا. وهذه الاتفاقيات ستصب بالتالي في مصلحة الكثير من دول العالم. وبالعودة للمناورات العسكرية الصينية الروسية، فهي مناورات تدريبية بحتة وغير موجهة ضد أحد ولاتحمل طابع تهديدي. بالاضافة الى انها دعوئ للادارة الامريكية للتصرف بعقلانية  ومسؤلية في مجمل القضايا العالمية.. ويعلم الكل ان الدور البريطاني الخبيث  والذي يتميز بطابع عدائي ضد روسيا، يندرج ضمن تأزّم الوضع الداخلي لبريطانيا، حيث نلاحظ  انة كلما اشتدت الازمة الداخلية لبريطانيا يظهر هناك نهج عدائي تجاة روسيا ..

    وبفضل اطلاق مبادرة الحزام والطريق التي سبق وأعلنها الرئيس شي جين بينغ شخصياً، والتي تتوشح بإسمه المنير، أصبح العالم يشهد على أن الصين هي القطب الاقتصادي الأكبر  في آسيا وفي ظل تفوقها  الاقتصادي عام ٢٠١٠ علئ اليابان ولأول مرة، وهنا برز الدور الجديد للتعاون الصيني الروسي، ووضع بصمة جديدة وقوية  على مسار الاقتصاد العالمي، بعيداً عن هيمنة الدولار، مع توجه القيادة الصينية لتعميق التعاون مع روسيا  وفق مفهوم اقتصادي خارج النموذج التقليدي .

    من الطبيعي جداً ان نرئ  التعاون  الصيني الروسي  بهذة القوة،  لاسيّما وان امريكا تتصرف بغطرسة  وفوقية من باب المصلحة الانانية، مقابل ادعأت بريطانيا  الملفقة ضد روسيا.

    زيارة الرئيس شي جين بينغ أثمرت ايضاً عن توقيع اتفاق بين عملاق التكنلوجيا الصينية “علي بابا”، وبين الجانب الروسي، حيث ستسهل وصول البضاىع الصينية بسهولة وبصفقة تجاوزت الاربعة مليارات دولار “فقط”..!!!

    وهذا بالتالي سيحدث نقلة علمية وتقنية هائلة للبلدين.

    إن تصدّع العلاقات الامريكية مع دول الاتحاد الاوروبي، أسهم في تصدّع العقوبات ضد روسيا مما ادئ بالنتيجة الى توجه المانيا وفرنسا نحو التعاون مع الصين، بالرغم من الضغوط البريطانية. والجدير بالذكر ان الاتحاد الاوروبي اعلن بصراحة عن عدم رضاه عن سياسة الضغوط والاملاءات الامريكية تجاة دول الاتحاد الاوربي، ناهيك عن تخوّف امريكا من ان روسيا ستَهزم الارهاب في سوريا في وقت مبكر.

    التعاون الروسي الصيني يزعج أمريكا  كثيراً، لأنه يخفّف من غطرستها  ونتيجة للشرخ الذي حصل في مسار العلاقات الامريكية الاوروبية، بدت تظهر آثاره علئ الساحة الدولية، علئ الاقل أقل هيمنة من السابق، وأحدث ضغطاً علئ سياسة ترامب، ومن نتائج التعاون الصيني الروسي أيضاً، أن أول المستفيدين كانت تركيا، مما سينعكس ايجابياً علئ اقتصادها في ظل توجه تركيا اقتصادياً نحو الصين.

    إن الميزة الرئيسية للتعاون الصيني الروسي في مبادرة الحزام والطريق الشيجينبينغية، مَبني علئ أساس التعاون المشترك، والمصالح المتبادلة، بعيداً عن الأنانية والهيمنة والاستغلال، وضمن معادلة (رابح – رابح).

    #عبدالإله_جبر_المهنا: عضو ناشط في المجموعة الرئاسية #العراقية الأُولى – الأول من أُكتوبر2016/ الذكرى الـ67 لتأسيس جمهورية #الصين الشعبية، ومسؤول متابعة الأنشطة في مجموعة #الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب #أصدقاء (وحُلفاء) #الصين، وكاتب ومهتم بالتاريخ والنشاط الصحفي، وناشط في التيار الديمقراطي من أجل الاصلاح.

  • خبير روسي: مبادرة الحزام والطريق تواجه الاتجاه المضاد للعولمة

    خبير روسي: مبادرة الحزام والطريق تواجه الاتجاه المضاد للعولمة

    قال محلل روسي إنه في الوقت الذي يتصاعد فيه الاتجاه المضاد للعولمة في بعض الدول الغربية، تتمسك الصين بشدة بفكرة الانفتاح والتكامل عبر دفع مبادرة الحزام والطريق.
    وقال سيرجي لوزيانين مدير معهد دراسات الشرق الأقصى في الأكاديمية الروسية للعلوم في مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) ” إن مبادرة الحزام والطريق موجهه صوب الحمائية ضيقة الأفق، والإنعزالية ومحاولات بذر الوقيعة بين الأمم”.
    وقد اقترحت الصين مبادرة الحزام والطريق عام 2013 على أمل خلق شبكة للتجارة والبنية التحتية تربط آسيا بأوروبا وافريقيا على طول طرق التجارة القديمة.
    وقال لوزيانين الذي اختار المبادرة الصينية كحقل للدراسة ” ان المشروع العملاق يهدف بالأساس الى التكامل والتجمع والتنمية الاقتصادية”.
    ووفقا له فإن الطرق البحرية والبرية تمر عبر مناطق تشهد مستويات تنموية مرتفعة ومتوسطة ومنخفضة، ويمكن للمشاركين في المبادرة أن يختاروا بمرونة تجديد البنية التحتية والشراكة المالية أو أشكال أخرى من التعاون بناء على الأوضاع المحلية المتباينة.
    وأظهرت البيانات الرسمية أن الصين استثمرت اكثر من 50 مليار دولار في الدول الواقعة على طول الحزام والطريق منذ عام 2013.
    وحظيت تلك المبادرة بدعم اكثر من 100 دولة وبعض المنظمات الدولية مع توقيع قرابة 50 اتفاقا تعاونيا بين الحكومات وبعضها.
    وقال لوزيانين ان المبادرة ستفضي إلى تحسن اقتصادي عام، بشكل خاص في وسط أسيا والمناطق المجاورة على المدى الطويل.
    وأضاف ” إذا كان لدينا فقط اختيار أوروبا الغربية – أمريكا للتكامل والتنمية الاقتصادية فى التسعينات، فاليوم هناك اضافة مهمة تأتي من خلال النموذج الصيني”.
    ومن المنتظر ان يشارك اكثر من 20 من زعماء الدول والحكومات واكثر من 50 مديرا لمنظمات دولية ، واكثر من 100 مسئول وزاري علاوة على اكثر من 1200 وفد من مختلف الدول والمناطق في منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي في بكين مايو المقبل.
    ويعتقد لوزيانين ان افاق تلك المبادرة ايجابية، ويعود ذلك اولا الى ان المشروع يحظي بدعم مصادر مالية وافرة بما في ذلك البنك الآسيوى للاستثمار في البنية التحتية وصندوق طريق الحرير.
    والسبب الثاني هو أن الصين لديها خبرة متراكمة وثرية في التنمية الاقتصادية والاصلاح خلال السنوات الثلاثين الماضية.
    والعمود الثالث لتلك المبادرة هو الشراكة الاستراتيجية الروسية الصينية مع التركيز المشترك على أوراسيا الكبرى.وقد اتفق زعيما البلدين على ربط مبادرة الحزام والطريق مع الاتحاد الاقتصادي الأوراسى الذي تقوده روسيا.