موقع الصين بعيون عربية –
خاص من بكين – محمود ريا:
من النشاطات المهمة التي شهدها المنتدى الإعلامي حول الحزام والطريق، الفعالية المهمة التي أطلق عليها منظمو المؤتمر قمة التعاون الإقليمي حول الحزام والطريق، وهي كانت أشبه بمنتدى إعلامي محلي إقليمي دولي، تبارى فيه ممثلو العديد من المقاطعات والمدن والمؤسسات الصينية في عرض ما تعنيه لهم المبادرة التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ قبل ثلاث سنوات والتي يتطور الاهتمام بها على كل المستويات عاما بعد عام.
وقد انقسمت المواد المعروضة في هذا المنتدى إلى ثلاثة أقسام: ما تحقق، وما يتم تحقيقه، وما يعمل على تحقيقه في المستقبل.
وبقدر ما كانت الأرقام حول ما تم تحقيقه مهمة وبراقة، كان الحديث عما تعمل الفرق الصينية في مختلف المناطق على تحقيقه مفعما بالحماس والرغبة في الترويج لإنجازات ضخمة في الحقيقة، وإعطاء انطباع للحاضرين في المؤتمر، ومن خلفهم لكل العالم، بأن الصين تشهد نهضة حقيقية على مختلف المستويات وفي جميع المناطق دون استثناء.
أما بالنسبة للمستقبل، فالأحلام كبيرة جدا، والطموحات أوسع من أن تسعها ندوة واحدة، حتى ولو امتدت على خمس ساعات متواصلة.
لقد استغل المسؤولون المحليون الصينيون فرصة الوقوف أمام المئات من الصحافيين من أنحاء العالم، ومعهم العشرات من الصحافيين الصينيين، للتباري في عرض إنجازات مقاطعاتهم ومدنهم، وكذلك استفاد ممثلو الشركات الصينية الضخمة من الفرصة نفسها لتقديم إنجازاتهم على أرض الصين وفي الخارج.
وكان الصحافيون الأجانب في القاعة منقسمين بين مندهش من حجم الانجازات التي تنجزها كل مقاطعة على حدة، وهذا حال معظم الصحافيين القادمين من العالم الفقير، ونحن العرب منهم ، وبين حاسد على قدرة الصبن على تحقيق كل هذه النجازات في هذا الوقت القصير، وهذا ما كان عليه حال الصحافيين القادمين من دول غربية كبرى، وكانوا يرون تتابع العروضات أمام أعينهم.
وفي وسط هذا الحديث عن التقدم الحاصل في الكثير من المناطق الصينية، كان موضوع “الحزام والطريق” في صلب الحديث، حيث كانت هده الانجازات تشكل مداميك في خط الحزام الاقتصادي لطريق الحرير البري، وكذلك في طريق الحرير البحري.
فمن الطرقات الدولية، إلى القطارات فائقة السرعة، إلى
المطارات والمرافئ، كلها بوابات لدخول العالم الجديد، عالم الربط الشامل للمناطق الصينية بعضها ببعض، تمهيدا لربطها بدول العالم المنتشرة على طول طريقي الحرير البري والبحري.
إن ما قدمه هذا المنتدى من معلومات عن التحضيرات الجارية لإطلاق طريق الحرير بشقيه البري والبحري بشكل عملي يؤكد بما لا يقبل الشك أن الصين تأخذ هذه المبادرة على محمل الجد، وهي تعمل على التأكيد العملي بأنها ترى في المبادرة خطوة حيوية لها، وللدول الأخرى أيضا، وليست مجرد خطوة دعائية تهدف إلى تحسين صورة الصين، أو لإظهار قوتها واستعراض سطوتها على امتداد الدول التي يمر بها طريق الحرير.
لقد كانت الصين صاحبة نظرة بعيدة حين طرحت فكرة إحياء طريق الحرير القديم، لما يحققه ذلك من منافع لها وللدول التي يشملها المشروع. ولكن الصين تقدم اليوم أيضا، من خلال المنتدى الاعلامي حول الحزام والطريق، الدليل على أنها لا تكتفي بالقول، وإنما ما يهمها هو الفعل؛ وهذا ما قاله لنا مسؤول كبير في لجنة العاقات الخارجية في الحزب الشيوعي الصيني، خلال لقائنا به مع وفد من الصحافيين العرب اليوم في العاصمة الصينية بكين.