وكالة أنباء الصين الجديدة ـ شينخوا:
وصل قطار إيست وند بعد 20 يوما إلى بودابست بمناسبة إحياء طريق الحرير القديم، ما يقدم قوة دفع جديدة للتعاون العالمي.
وبلغ القطار وجهته يوم الجمعة وقد امتلأت عرباته الـ41 بالملابس والألعاب والسلع الصينية الأخرى ، بالإضافة إلى الغبار الذي حمله عند مروره عبر دول منها كازاخستان، وروسيا وبيلاروسيا في رحلة يصل طولها إلى ما يزيد عن 9300 كيلومتر.
من شيآن في الصين، توغل القطار على طول الطريق الذي شهد ازدهار التجارة بين الصين وأوروبا من أكثر من 2000 عام، وكانت شيآن المعروفة وقتها باسم تشانغآن عاصمة الصين وبداية طريق الحرير ورابطا هاما للتجارة الدولية والتبادل الثقافي.
ومن المتوقع أن تستعيد المدينة بعض مجدها الماضي حيث توسع الصين روابطها التجارية الدولية مع الداخل. وفي أول ابريل، أعلنت البلاد عن 7 مناطق حرة جديدة 5 منها في مناطق داخلية من ضمنها شيآن.
وتوجد في شيآن الآن سكك حديدية للشحن إلى بودابست وهامبورج وموسكو ووارسو، تأخذ البضائع الصينية إلى أوروبا وتجلب في عودتها النبيذ وزيت الزيتون والمستحضرات الصيدلية وغيرها .
وتمتلك الصين الآن خدمات الشحن السريع إلى 28 مدينة أوروبية ومنذ مارس 2011 تم القيام بأكثر من 3500 رحلة ومن المتوقع أن يرتفع العدد إلى 5000 رحلة في 2020.
وإلى جانب خطوط السكك الحديدية، تسير الصين قدما في مشاريع البنية التحتية، بما في ذلك الطرق والموانئ وخطوط أنابيب النفط ، وكلها جزء من خطة طموحة هي: مبادرة الحزام والطريق، والتي تعد شبكة للتجارة والاستثمار والتنمية الاقتصادية طويلة الأجل عابرة للحدود.
واقترحت الصين هذه المبادرة في 2013 وتضم الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ21، ومن المتوقع أن تشمل 60 في المائة من سكان العالم وأكثر من ثلث الناتج العالمي.
من جهته قال تشن شياو تشن الباحث بمعهد تشونغ يانغ للدراسات المالية بجامعة رينمين، إن المبادرة التي لها 3 مجالات رئيسية هي البنية الأساسية والتجارة والاستثمار والتعاون في مجال القدرة الصناعية سوف تضخ طاقة جديدة للاقتصاد العالمي.
وفي الوقت الذي تتنامى فيه ظاهرة مناهضة العولمة في بعض البلدان الغربية، تؤيد الصين بقوة فكرة الانفتاح والتنمية المشتركة.
وقال اميتاف اشاريا، صاحب كتاب “نهاية النظام العالمي الأمريكي” في مقابلة مع (شينخوا) مؤخرا، إن العولمة تتغير إلى حد كبير بسبب صعود الصين وهي الآن أكثر فيما يخص الاستثمار والبنية التحتية والتنمية بدلا من التجارة فقط .
في سياق ضعف النمو العالمي والتجارة والانخفاض بنسبة 13 في المائة في الاستثمار الأجنبي العالمي المباشر، حظيت مبادرة الحزام والطريق بتأييد واسع النطاق، حيث وقعت أكثر من 40 دولة ومنظمة دولية اتفاقيات مع الصين حول البناء المشترك للمبادرة. ومن المتوقع أن توقع ما يقرب من 20 دولة وأكثر من 20منظمة دولية وثائق تعاون مع الصين الشهر المقبل.
وقال سيرغي لوزيانين، مدير معهد دراسات الشرق الأقصى التابع للأكاديمية الروسية للعلوم: “إن مبادرة الحزام والطريق ضد الحمائية الدولية والعزلة”. وأضاف “في التسعينات لم يكن أمام الدول سوى الخيار الغربي الأوروبي-الأمريكي للاندماج والتنمية الاقتصادية إلا أن الآن يوجد خيار جديد”.
وقال وانغ يي وزير الخارجية الصيني: “إن الحزام والطريق أصبحت أهم خير تقدمه الصين للعالم بشكل عام، وكانت في البداية اقتراحا من الصين والآن هي لمشاركة العالم اجمع”.
ومنذ عام 2013، استثمرت الصين أكثر من 50 مليار دولار أمريكي في دول الحزام والطريق. وتم فعليا بناء 56 منطقة تعاون اقتصادي وتجاري من قبل الشركات الصينية هناك، مما ساهم بحوالي 1.1 مليار دولار إيرادات ضريبية وخلق 180 ألف فرصة عمل.
وبلغ حجم التجارة بين الصين والدول الواقعة على طول الحزام والطريق 6 تريليونات يوان (حوالي 913 مليار دولار أمريكي) في 2016.