وكالة أنباء الصين الجديدة ـ شينخوا:
في الوقت الذي أشاد فيه العالم بإنجازات منتدى مبادرة الحزام والطريق للتعاون الدولي الذي عقد في وقت سابق الشهر الجاري، يصبح توجه الصين نحو الحوكمة العالمية أكثر وضوحا من خلال التعاون متبادل النفع.
انتهى الأسبوع الماضي المنتدى الذي حظي بمشاركة زعماء العالم واستمر على مدى يومين، بوعود وآمال كبيرة بأن تعمل مبادرة الحزام والطريق التي اقترحها الرئيس الصيني شي جين بينغ عام 2013، على بناء عالم أفضل.
وفي حديثه إلى الاعلام في منطقة بحيرة يانتشي ذات المناظر الخلابة بضواحي بكين في 15 مايو الجاري، قال الرئيس شي إن 68 دولة ومنظمة دولية وقعت على اتفاقيات تعاون مع الصين لدفع مبادرة الحزام والطريق. وكان معظمها خلال المنتدى المختتم لتوه.
وأوضح شي أن التقدم الذي تم إحرازه لا يتوقف عند ذلك، حيث تمت صياغة قائمة من 270 نتيجة خلال اجتماع الطاولة المستديرة لزعماء المنتدى، ما يمهد الطريق للمضي قدما.
كما أسفر الاجتماع عن بيان يدين الحمائية بقوة.
وقال البيان “نؤكد مجددا على التزامنا المشترك ببناء اقتصاد مفتوح وضمان تجارة شاملة وحرة ومواجهة كافة أشكال الحمائية. نحن نسعى إلى تعزيز نظام تجاري متعدد الأطراف يقوم على العالمية والالتزام بقواعد محددة والانفتاح وعدم التمييز والمساواة، وتكون منظمة التجارة العالمية في القلب منه.”
وفي الوقت الذي ينسحب فيه أكبر اقتصاد عالمي – الولايات المتحدة – نحو التركيز على الشؤون الداخلية، فإن جهود الصين في حشد الدعم من كافة أرجاء العالم لتعزيز العولمة والتعددية حظيت بدعم عالمي.
وفي الواقع، تتزايد الحقيقة وضوحا بأن السنوات القليلة الماضية شهدت تحول الصين من لاعب في الشؤون الدولية إلى قائد للأجندة العالمية.
ومن قمة الأبيك في 2014 إلى قمة مجموعة العشرين في هانغتشو فى 2016، إلى منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي الذي عقد هذا العام، استغلت الصين تلك المنصات الدولية في دعم توجه كلي نحو التنمية يقر بأن الرفاهية الداخلية تعتمد على الجيران الاقليميين والمجتمع الدولي على وجه العموم.
ومن خلال إنشاء البنك الآسيوي للاستثمار في مجال البنية الأساسية، ومن خلال التعهد بالمزيد من الالتزامات الصينية مثل ضخ 100 مليار يوان إضافية (14.5 مليار دولار) فى صندوق طريق الحرير، تظهر الصين أمام العالم أن توجهها نحو التنمية أكثر من مجرد خطاب سياسي، بل هو خطة عمل واقعية.
إن رؤية الصين في هدم الجدران والحواجز في سبيل تحقيق التعاون متبادل النفع بين البلدان تتوافق مع بناء مجتمع مستقبل مشترك للبشرية كلها، وهي فكرة طرحها شي في آواخر 2012.
ان التعاون بين الأسواق الصاعدة عمودا هاما في هذه الفكرة.
وخلال حضوره اجتماع زعماء البريكس على هامش قمة مجموعة العشرين العام الماضي، قال شي إنه يتعين على أعضاء البريكس تعزيز التنسيق بما يجعل اقتصادات السوق الصاعدة والدول النامية قادرة على لعب دور أكبر في الشؤون الدولية.
وأوضح شي أن دول مجموعة البريكس قادة بين اقتصادات السوق الصاعدة والدول النامية. كما أنها من الدول الأعضاء الهامة في مجموعة العشرين، مشيرا إلى أنه يتعين عليها تعزيز التنسيق لتطوير مجموعة البريكس ومجموعة العشرين والحفاظ عليهما.
وتضم مجموعة البريكس كلا من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا. وبحسب صندوق النقد الدولي، فإن مجموعة البريكس وغيرها من الدول النامية ساهمت بـ80 بالمئة من النمو العالمي في 2016.
وقال شي خلال كلمته الهامة في افتتاح منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي “ضعف السلام والتنمية والحوكمة يشكل تحديا كبيرا أمام البشرية”.
وبهذا المفهوم، فإن الاقتصادات الصاعدة مثل مجموعة البريكس تشكل المحرك الأهم للنمو الاقتصادي العالمي، وتمثل نقطة ارتكاز قوية للاستقرار. كما تساهم بإخلاص في تحقيق الحوكمة العالمية.
وبوضع هذه الحقائق في الاعتبار، فإن قمة البريكس التي حملت عنوان “البريكس: شراكة أقوى من أجل مستقبل أكثر إشراقا”، من المتوقع أن تعمل على تعزيز التعاون والتضامن بين أعضاء البريكس، وعلى تحسين الحوكمة العالمية وتعميق التعاون البراجماتي لتحقيق المنافع المتبادلة.
وستعمل القمة كذلك على زيادة التبادلات الشعبية وتعزيز الدعم العام وكذا تعزيز الآليات المؤسسية وتحسين منصات التعاون.
إن استضافة الصين هذا العام لكل من قمة البريكس ومنتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي تظهر إخلاصها في تحقيق التعاون متبادل النفع كحل سليم للتحديات العالمية وطريق آمن نحو مجتمع مستقبل مشترك.
وستكون تلك هي مساهمة الصين في الحوكمة العالمية.