موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ
الشّيخ محمَد حَسن التّويمي*:
تعتبر مبادرة الرئيس شي جين بينغ الحزام والطريق، طريقاً لترابط الشعوب، من خلال ربطها ببعضهما البعض بالاقتصاد ومتطلبات الحياة اليومية، فحين تتبادل الشعوب مهامها الاقتصادية، وتساهم في البيع والشراء في عملية تبادلية مستمرة، تنشأ بينها أواصر عميقة من المحبة والترابط، ومن ثم التزاوج، وهو أيضاً أحد مرامي وأركان الاسلام الرئيسية، في ان تكون الشعوب متآخية، وتساهم في النفع العام لإعمار الكرة الارضية.
خلال السنوات الماضية منذ 2013، دأب الرئيس شي جين بينغ، لتكثيف جهوده في العمل على التقرّب من شعوب أسيا وافريقيا، ومن الشعوب جميعاً، لتقريب وجهات النظر من النفع العالمي لمبادرته الحزام والطريق، والتي يؤكد بأنها لا تهضم حق أحد في تعمير بلاده ورفع قدرات شعبه، وهو ما يجعل الفئات المحرومة تنظر الى المبادرة بعيون من المحبة والأمل لتطبيقها، رغبة في إصلاح أوضاعها التي تآكلت وتراجعت مهدّدة إيّاها بالاندثار الجسدي بعد المعنوي!
إن الكفاية المادية من طعام وشراب ومتطلبات الحياة اليومية لكل عائلة فقيرة، تنتشلها من براثة الموت المؤكد، وهو ما يجعل هذه العائلات مؤيدة لفكرة الحزام والطريق، ففي عالمنا العربي نسبة كبيرة جدا من السكان ترزح تحت نير الفقر وتسير نحو انعدام فرصها في الحياة، وهو وضع لا يُحسد العالم العربي عليه، لذلك أرى بأن المبادرة الصينية يمكنها ان تكون المنقذ لملايين العائلات العربية من موت حتمي بسبب انعدام فرص العمل وتوقف أيراداتها من الاموال، وعدم قدرتها على معالجة نفسها من أمراضها.
مبادرة الحزام والطريق تعمل على تقريب الفقراء من الثقافة والاطلاع على المعارف، ورفع قدراتها الفنية والعقلية، ووضعها في مرتبة أفضل تستطيع من خلالها نيل العلوم، وتحسين أوضاعها الاجتماعية والاقتصادية، وفتح أبواب جديدة أمامها للانخراط في عمليات تجارية على مستوى وطني وخارج الوطن.
للصين مبادرات كثيرة للقضاء على الفقر، ففي الداخل الصيني قضت الخطط الصينية خلال 30 سنة على فقر مدقع ل700 مليون مواطن، وهي تخطط الان للقضاء على فقر 40 مليونا آخرين خلال سنتين قادمتين، ويجري ذلك بمعدل 20 مواطن كل 70دقيقة!!!
تحدثت وكالة أنباء شينخوا الرسمية في تقريرها الخاص عن اجتماعات الحزب الشيوعي الصيني الــ18، إن الدولة الصينية واثقة وقادرة على تحقيق هذا هدف القضاء التام على الفقر، وبأن التعديلات الجديدة في الحزب تشدد على ضرورة أن يستند التعديل إلى النظريات الرئيسية المنصوص عليها في التقرير الذي رفع إلى مؤتمر الحزب في الـ18، وإلى مفاهيم الحوكمة الجديدة والأفكار والاستراتيجيات التي أقرها الحزب في مؤتمره السابق، مع احتفاظ الحزب بدوره في قيادة الدولة والمجتمع.
وعلى الصعيد غير الصيني، يُشدّد الرئيس شي جين بينغ، على ضرورة “تشكيل مجتمع مصير مشترك للبشرية لكل البشرية، وإقامة نوع جديد من العلاقات الدولية مع التعاون المربح للجانبين “في جوهره”، وأكد “أن رؤية بناء مجتمع لمستقبل مشترك للبشرية ترى أن جميع البلدان، كبيرة كانت أم صغيرة، متساوية من حيث حقها في التنمية ووضعها السياسي، مما يجعل العالم أكثر انسجاماً”.
فإلى مبادرة الحزام والطريق نسير سوياً مع الرئيس “شي” مؤيدين لها، لتنتشلنا من الفقر والكوارث الاجتماعية.
…
*الشيخ_محمد_التويمي: متابع قضايا الإسلام والمسلمين في #الصين في الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء (وحُلفاء) الصين.