الوسم: الحزام والطريق

  • الجمعية العربية الصينية تقيم مؤتمرها الثاني في بيروت: “الحزام والطريق” فرصة ذهبية لتطوير العلاقات مع الصين

    الجمعية العربية الصينية تقيم مؤتمرها الثاني في بيروت: “الحزام والطريق” فرصة ذهبية لتطوير العلاقات مع الصين

    عقدت الجمعية العربية الصينية مؤتمرها الثاني في الخامس من آذار الجاري، في مقرها (بدارو، بيروت)، بمشاركة عدد من السفراء والشخصيات، بالإضافة إلى حضور أعضاء الجمعية العامة، وفي مقدمتهم رئيس الجمعية الأستاذ قاسم طفيلي وأعضاء الهيئة الإدارية، حضورياً وعبر تطبيق الزووم. وتضمن المؤتمر ثلاث جلسات اختتمت بإنتخاب هيئة إدارية جديدة.
    استهلت الجلسة الإفتتاحية بالنشيدين اللبناني والصيني، ثم تولى نائب الرئيس الدكتور بيار الخوري إدارة الجلسة، فقدم ضيوف المؤتمر المتكلمين سفير الصين في لبنان، سفير فلسطين في الصين، سفيرة لبنان في الصين ورئيس اتحاد الغرف التجارية العربية. بالإضافة إلى المتكلمين كان الحضور حاشداً في صالة الجمعية وعبر الزوم للعديد من الشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية من لبنان والعالم العربي، لا سيما من مصر، المغرب، الأردن، فلسطين، السعودية، الكويت، قطر والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان. بالإضافة الى ممثلين عن بعض المنظمات الصينية التي تقيم شراكات مع الجمعية، والعديد من أعضاء الجمعية وأصدقائها في الصين وأوروبا لاسيما من فرنسا وبلجيكا.

    بداية تحدث السفير الصيني في لبنان السيد تشان مينجيان معبراً عن سعادته لمشاركته في هذا المؤتمر، مؤكداً عمق الصداقة التاريخية بين لبنان والصين التي تعود إلى تاريخ طريق الحرير قبل 2000 عام، ومشيراً إلى أن العلاقات الدبلوماسية عززت التعاون والتواصل بين البلدين في كل المجالات، منذ العام 1971، ما عاد بالفائدة على الشعبين. وذكّر السفير مينجيان بتنظيم سلسلة فعاليات العام الماضي بمناسبة الذكرى الخمسين لإقامة العلاقات اللبنانية الصينية بمشاركة الجمعية العربية الصينية، على المستويين الرسمي والشعبي، الأمر الذي جسد النية الثنائية الحسنة لتوريث الصداقة التقليدية، واستكمال التعاون على مستوى أعلى.

    ثم تحدث سفير فلسطين في الصين عميد السلك الديبلوماسي العربي في الصين الأستاذ فريز المهداوي، فنقل بداية تحيات السفراء العرب في الصين وتمنياتهم بنجاح المؤتمر، ثم تحدث عن حاجة العالم العربي إلى الصين كصديق وكشريك استراتيجي. وذكّر بالثوابت السياسية الصينية تجاه القضايا العربية، وفي مقدمها حق الفلسطينيين بإقامة دولتهم بحسب قرارات الأمم المتحدة. كما ذكّر بالمساعدات الصينية لفلسطين في أكثر من مجال. ولفت السفير المهداوي إلى أن العلاقات العربية الصينية تتعمق بازدياد. ودعا الصين، في هذه المناسبة، إلى أن تعمل على استقطاب المزيد من الطاقات العربية، كما دعا العرب إلى فهم عميق للثقافة الصينية العريقة.

    ثم تحدث الأمين العام لاتحاد غرف التجارة العربية الدكتور خالد حنفي، فأعرب عن ثقته بتعزيز العلاقات العربية الصينية. وأشار إلى أن 19 دولة عربية، إضافة إلى الجامعة العربية واتحاد غرف التجارة العربية، وقعت وثيقة التعاون مع الصين، ضمن مشروع “الحزام والطريق” فالعرب شركاء طبيعيون، بحكم التاريخ والجغرافيا، في هذه المبادرة التي تشكل منصة كبرى لإقامة علاقات استراتيجية بين الجانبين. ولاحظ الدكتور حنفي أن التعاون بين العرب والصين يزداد ترسخاً وقوة وتنوعاً يوماً بعد يوم. وأشار إلى مساهمة الصين في مصر بمشاريع استراتيجية كبرى. وأبدى استعداد اتحاد الغرف العربية لإقامة مشاريع مشتركة مع الجمعية العربية الصينية من أجل تطوير العلاقات العربية الصينية إلى ما يتجاوز العمل التجاري البحت.

    ثم تحدثت سفيرة لبنان في الصين السيدة ميليا جبور عن الظروف الصعبة التي يمر بها العالم اليوم، والتي تدعونا إلى المزيد من التعاون والتضامن. وذكّرت بعراقة العلاقة بين العرب والصين، المستمرة بالرغم من كل الظروف، وبأن تبادل الخبرات مع الصين مسألة ذات أهمية، وهنا يأتي دور الجمعية التي تتجاوز العلاقات التجارية، رغم أهميتها، إلى ترسيخ العلاقات الثقافية والحضارية، فالتواصل الشعبي هو الذي يعطي العلاقات الدولية بعداً إنسانياً. ودعت السفيرة جبور إلى التركيز على هذه المسألة ففي “المعرفة سلام وفي الجهل ظلامية”. وأكدت أهمية مد الجسور من قبل لبنان والعالم العربي مع الصين، وبناء المزيد من التقارب والتعاون.

    ثم ألقى رئيس الجمعية الأستاذ قاسم طفيلي كلمة شاملة استعرض في خلالها مجمل أهداف الجمعية ومنجزاتها ومبادراتها المستقبلية. وأعرب عن رغبة الجمعية في أن تكون جزء من هذا الركب الذاهب إلى المستقبل، مستقبل التنمية وازدهار الشعوب. وشدد على أهمية الإطار الذي وضعته الصين لبناء العلاقات الاستراتيجية مع العالم العربي ودفعها إلى مستويات أعلى. واعتبر أن مبادرة “الحزام والطريق” التي طرحتها الصين تشكل فرصة ذهبية للعالم العربي ولبنان. وأعلن طفيلي عن مبادرات حيوية في اتجاه تشكيل أطر لحشد الطاقات العربية من كافة القطاعات، في سبيل تعزيز العلاقات العربية الصينية. وكشف عن مبادرات في مجال الطاقة البديلة والتكنولوجيا والزراعة، تجري بالتنسيق مع الوزارات اللبنانية المعنية.
    على ان الهم الرئيسي خلال الفترة المقبلة سوف يكون بالتركيز على انجاز اتفاقية الحجر الصحي الزراعي مع الصين بالتنسيق مع وزارة الزراعة وصولا” الى تحديد الأصناف المناسبة للسوق الصيني، وهو ما يمكن ان يساهم في فتح مجالات واسعة لتصريف المنتجات الزراعية والحيوانية وخلق فرص عمل للبنانيين.

    وأعلن طفيلي أن الجمعية هي بصدد تشكيل مجلس المستشارين في المجالات التنموية كافة، من ذوي الكفاءة والمؤهلات، مرحباً بكل من يرغب في المساهمة بخبرته. كذلك فإن الجمعية سوف تشكل مجلس أمناء من شخصيات مهتمة وعاملة في الشأن العربي الصيني، بالإضافة إلى السفراء السابقين العرب والصينيين، لمد المجلس برافد معرفي واجتماعي واقتصادي عربي صيني وتعزيز القيمة التنموية لرسالة الجمعية.

    كما أفاد ان الجمعية قد باشرت التسجيل القانوني في الصين كجهة غير حكومية، وتزمع بالشراكة مع إحدى المؤسسات افتتاح مقراً لها في القاهرة في خلال الشهر القادم.

    وفي ختام الجلسة الافتتاحية جرى تكريم أمين عام الجمعية الاستاذ مختار حيدر لجهوده المستمرة منذ تأسيس الجمعية، وقدم له رئيس الجمعية درعاً تكريمية. وألقى الأديب أحمد بزون كلمة مؤثرة في إنجازات حيدر، استعرض خلالها تاريخه النضالي الطويل، وشخصيته الديبلوماسية، وقدرته على الجمع وتدوير الزوايا، ونشاطه وحيويته رغم تقدمه في العمر. ورد حيدر بكلمة شكر فيها الجميع ووصف الجمعية بأنها عائلة تعاون وتفاعل، مشدداً على أهمية الصداقة بين الشعوب، كتجسيد فعلي لإنسانية البشر ورقيهم الحضاري. واستعرض حيدر تاريخ علاقته بأصدقائه الصينين، متوقفاً عند أهمية دعم الصين للقضايا العربية وخصوصا القضية الفلسطينية.

    الجلسة الثانية
    تحدث في الجلسة الثانية التي ترأسها أحمد بزون أصدقاء الجمعية من خارج لبنان، فكانت كلمات مختصرة لكل من: أبو بكر ما الصيني، المهندس حماد عبد الساتر، د. نهى تشوي، المهندس إبراهيم الكوالمة، المهندس مازن حديب وغيرهم. وقد عبر المتحدثون عن إيمانهم بأهمية الجمعية في توطيد العلاقات العربية الصينية، وأبدوا استعدادهم للانخراط في عمل الجمعية والمساهمة في تحقيق أهدافها، مشيدين بالإنجازات التي حققتها حتى الآن. وقد شارك في هذه الجلسة الدكتور أحمد السعيد صاحب ومدير بيت الحكمة الثقافي في القاهرة ود. نهى تشوي نائبة رئيس مركز الدراسات العربية في جامعة جي جيانغ.
    بعد ذلك كانت كلمة لرئيس الجمعية الأستاذ قاسم طفيلي، تحدث فيها عن إنجازات الجمعية وخططها المستقبلية، كما قدم أمين الشؤون الإدارية والمالية المهندس جاد بوتاري التقرير الإداري والمالي.

    الجلسة الثالثة
    ثم ترأس الدكتور محمود حيدر الجلسة الثالثة، وهي جلسة إنتخاب هيئة إدارية جديدة، استهلها بكلمة عن أهمية الجمعية العربية الصينية، وأهمية العمل التنموي، مشدداً على أهمية العلاقة بالصين والتعاون معها، ومؤكداً ضرورة فهم واستيعاب الشخصية الصينية، لما تحتويه من عراقة إنسانية وثقافية. وانفتح في كلمته على آفاق العمل الإجتماعي ومفاهيمه الفكرية والفلسفية. ثم فتح باب الترشيح للهيئة الإدارية التي تتألف من 14 عضواً، ففازت اللائحة المرشحة بالتزكية، وتضمنت الأسماء التالية (مع حفظ الألقاب): قاسم طفيلي، بيار الخوري، جميل حديب، علي مطر، ماري حبيب، جاد بوتاري، محمد بلوط، مايا أشقر، عبد قبرصلي، زهير قصير، سارة يونس، إيلي ملاح، أحمد بزون، ومختار سليمان (حيدر).
    وقد تلقت الجمعية عدد من رسائل التهنئة والتمنيات بنجاح المؤتمر ابرزها مركز التعاون الإقتصادي الصيني CECC التابع لدائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، غرفة تجارة طريق الحرير الدولية SRCIC، شبكة منظمات طريق الحرير غير الحكومية SIRONET ، مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية، المركز الصيني العربي لنقل التكنولوجيا، إضافة الى العديد من الرسائل من المنظمات والشخصيات المحلية و العربية.

    وحضر الجلسة الأولى حشد من الشخصيات والفعاليات نذكر منها (بدون ترتيب):
    د. ناصر عبد العال- رئيس جمعية الصداقة المصرية الصينية، د. محمد خليل- رئيس جمعية الصداقة المغربية الصينية، د. وانغ قواندا- المدير التنفيذي لمركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية، الدكتور أحمد السعيد- مؤسس ومدير بيت الحكمة الثقافي – مصر، الأستاذ الدكتور حسن رجب- أستاذ الأدب الصيني والدراسات الصينية – عميد كلية الألسن جامعة قناة السويس، رئيس المؤتمر القومي العربي الأستاذ معن بشور، الأمين العام الأسبق لاتحاد المحامين العرب الأستاذ عمر زين، الأمين العام المساعد الأسبق لمجلس وزراء الداخلية العرب العميد البروفسور فضل ضاهر، الدكتورعوض سليمية مدير برنامج السياسات الأميركية في المعهد الفلسطيني لأبحاث الأمن القومي، الكاتب السياسي العماني الاستاذ مسعود احمد بيت سعيد ، المفكر العربي الدكتور خالد ميار الادريسي، الدكتور كريم افراق رئيس المعهد الفرنكوفوني للدراسات الاكاديمية في باريس، مدير المحاسبة العامة السابق في وزارة المال اللبنانية الدكتور أمين صالح، مستشار المفوضية الأوروبية الدكتور محي الدين الشحيمي، المحامي الأستاذ نبيل الحلبي منسق عام المنتديات في لبنان، الأستاذ برهان الأشقر الممثل الشخصي للدكتور طلال أبو غزالة في لبنان، الباحث الدكتور عبد اللطيف درويش، أستاذ ادارة الأزمات في جامعة كارديف البريطانية، القاضي الرئيس نبيل صاري، الدكتور علوان أمين الدين رئيس مركز سيتا للدراسات الإستراتيجية، د. فو كاي- المدير الإقليمي لمنظمة التنمية والتعاون لربط الطاقة العالمية ، السيدة يانغ فينغ تونغ المجلس الصيني لتعزيز التجارة الدولية، د. نهى تشوي- نائبة مركز الدراسات العربية في جامعة جيجيانغ، الأستاذ أدهم جابر- رئيس تحرير مجلة الاقتصاد والأعمال، الآنسة كوي شانغ (أميرة) من جامعة اللغة والثقافة في بكين، السيدة ربى الأمين- صاحبة ومديرة مؤسسة ارت كيجز Art Cages، السيد وارف قميحة- رئيس جمعية الحوار اللبناني الصيني، د. محمود نادر- المدير العام لشركة نيواسيا، كما حضر في القاعة رئيس جمعية خريجي جامعة الدفاع الوطني الصينية في لبنان العميد الدكتور قاسم جمّول، بالإضافة إلى العديد من أصدقاء الجمعية.

  • التواصل الثقافي الصيني – العربي القديم: تسليط الضوء على حقبة أسرة تانغ

    التواصل الثقافي الصيني – العربي القديم: تسليط الضوء على حقبة أسرة تانغ

    موقع الصين بعيون عربية-

    د. محمد زريق*:

    في سبتمبر/ أيلول 2013، أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ إطلاق مبادرة الحزام والطريق. تهدف هذه المبادرة إلى إعادة إحياء طريق الحرير التاريخي وإقامة روابط تجارية وثقافية وإنسانية عالمية جديدة. على الصعيد العالمي، هذه هي أهم وأكبر مبادرة اقتصادية في التاريخ. وكانت الدول العربية من بين أول من دعم هذا الاقتراح الصيني الطموح. لطالما كانت المدن العربية الكبرى محطات أساسية على طريق الحرير القديم.

    لقرون، نقل العرب بضائع الصين وكان التواصل بين الثقافات دائم. إن الحزام الثقافي العربي – الصيني القديم والاتصال البشري جعل التبادل الاقتصادي والتجاري أسهل وأكثر ملاءمة. بدون هذا الحزام الثقافي الواسع، لن يتمتع العالم القديم، ولا سيما بين القرنين السابع والسادس عشر الميلاديين، بمثل هذه النهضة التجارية والتعايش السلمي الذي بات رمزاً للحضارة الصينية العريقة.

    كانت هناك اتصالات ما قبل الإسلام بين الدول الصينية والعربية. لفترة طويلة، سيطر العرب على طريق التجارة بين آسيا وأوروبا. منذ ما قبل سانت لويس حتى الآن، حققت صناعة الزجاج نجاحًا غير عادي؛ مع التذكير أن الصينيين قد أطلقوا مسبقاً “طريق الزجاج”. تشير السجلات الصينية القديمة إلى المشاركة الثقافية مع المنطقة العربية منذ 122 قبل الميلاد، عندما شيدوا طريق الحرير. طوال عهد أسرة هان، كان الفنانون العرب يؤدون السحر والموسيقى في المحاكم الإمبراطورية. بالإضافة إلى أفعال خارقة للطبيعة مثل تحويل جمجمة ثور إلى حصان عربي.

    تم نقل الآلات الموسيقية من بلاد ما بين النهرين قبل الإسلام بما في ذلك konghou و bili pipa وغيرها ولعبت دورًا أساسيًا في إنشاء الموسيقى الصينية. بين عامي 222 و 280 بعد الميلاد، تواصل الصينيون مع مملكة مروي في شمال السودان. سافرت السفن التجارية الصينية من الهند إلى الإمبراطورية الرومانية بعد رحلة مدتها شهر. يعتبر السودان الحديث جزءًا من الحزام الثقافي والاقتصادي الاساسي. عرف الناس قبل الإسلام الأشياء الصينية مثل صناديق الكنوز العاكسة، والتي كانت تعتبر من الاشياء الثمينة والرائعة. بحلول عام 300 بعد الميلاد، أنشأ العرب مستعمرة كبيرة في تشيوانتشو. كان ذلك خلال حكم مملكة واي الشمالية (386-557). ربما أثرت اللغة والثقافة والتقاليد العربية على قوانغتشو ولويانغ. خلال فترة تانغ (618-907 م)، كان هناك اتصال ثقافي كبير بين الدول العربية والصينية.

    مع تطور الإسلام، ازداد استقرار وثروات تانغ الصينية، مما أدى إلى مزيد من الاتصالات الدبلوماسية والتجارية. أصبحت شي آن مركزًا ثقافيًا للإمبراطورية. بدأ أول حوار بين الحضارات والتعايش الثقافي في العالم القديم خلال حقبة طريق الحرير. من خلال طريق الحرير، انخرط عدد قليل من السكان العرب في الإقليم الشمالي لمملكة وي في أنشطة ثقافية وتجارية وصناعية صغيرة الحجم خلال عهد أسرة تانغ. لم يشعر العرب والمسلمون بالحاجة إلى المشاركة في المعارك والحروب من أجل نشر ثقافتهم، بل اندمجوا في المجتمع الصيني المتنوع الذي يعيشون فيه بشكل رائع؛ وخلال عهد أسرة تانغ، ازداد الفهم العربي للشعب الصيني.

    كان الجغرافيون والمؤرخون العرب قد روجوا للحزام الثقافي لطريق الحرير. غالبًا ما كان الأكاديميون العرب يعلقون على النظام القضائي الصيني وحبهم للحرير والخزاف. ولدراسة تضاريس وعادات الشعوب العربية، أنتج هوان دو عدة كتب. سكن هوان دو في المنطقة العربية لعدة سنوات قبل أن يعود عام 762 بعد الميلاد إلى الصين. كما قام بتفصيل رحلاته حول العالم العربي في سجلات السفر، حيث وصف حالة الكوفة والإمبراطورية العباسية. “يضم هذا المجتمع الذي يرتدي النقاب مسجدًا يتسع لـ 100000 شخص حيث يتحدث الخليفة كل أسبوع”. وأشار إلى أن “كل ما يوجد على ظهر الأرض موجود في الكوفة”.

    “السوق كبير ورخيص، والطرق مليئة بالخيول والحملان”. السيراميك والزجاج والحرير متوفرون أيضًا في أسواق الكوفة. يدعي أن أرز الكوفة مطابق للأرز الصيني. وذكر أيضًا عن الرسامين والنساجين الصينيين في الكوفة. كما أرّخت المصادر الصينية الاضطرابات السياسية الكبرى في شبه الجزيرة العربية خلال عهد أسرة تانغ ، مما يشير إلى معرفة واسعة بالظروف الاقتصادية والسياسية في المنطقة. وكان من المدهش أن نرى أن السجلات التاريخية الصينية تواكب الأحداث في شبه الجزيرة العربية أثناء العصر الإسلامي. كانت الدعوة في مهدها، وحكمت قبيلة قريش، التي ضمت بني هاشم وبنو مروان، غرب منطقة شي آن.

    كتاب أسطورة تانغ القديم له قصة معقدة، فهو يروي رحيل الجيوش العربية من شبه الجزيرة العربية، عبر نهر دجلة، إلى الهند. ويضيف كتاب تاريخ تانغ: “اغتال الخليفة مروان شقيقه الأكبر وتوّج نفسه خليفة، ومع ذلك كان يحظى بشعبية بين الناس بسبب قوته وقمعه”. في طريقه من خراسان إلى الغرب، قتل أبو مسلم الخليفة المسلم أبو العباس. خلال هذه الفترة، شاركت الدول العربية والصينية في الكثير من الخبرات الصناعية. نقلت الدولة الإسلامية تقنية صناعة الورق من الصينيين بعد معركة نهر تالاس في يوليو/ تموز 751 م. بدأ أول مصنع للورق في بغداد حوالي عام 793 بعد الميلاد، بعد سنوات قليلة من إغلاق مصنع سمرقند. تم إنشاء ثالث وأكبر مصنع للورق عام 900 بعد الميلاد، وكان في دمشق. ثم امتد إلى قارات أخرى بما في ذلك أوروبا.

    على الرغم من أن وسائل الإعلام العربية تتابع باستمرار موضوع نقل تكنولوجيا صناعة الورق، إلا أن “صناع خراسان هم نموذج الورق الصيني”. يُقال إن مادة التخثر الخاصة بسمرقند المصنوعة من الورق المعجن والجلد والبلوط فريدة من نوعها. أنشأ الخليفة المعتصم مدينة سامراء عام 838 م، ووجدت كمية كبيرة من الفخار في بغداد، بعضها بقي في الصحراء. فقط الطين المستخدم في صنع خزف سامراء يمكن تمييزه عن الفخار القديم. أنتجت سامراء أباريق ذات أفواه مستقيمة ومقابض بآذان، بالإضافة إلى نقوش أخرى من عهد أسرة تانغ. المدن العربية مثل دمشق وصحار كان موجود فيها أيضا صناعة الحرير. ساعد التبادل التجاري والثقافي بين السيبيريين والعرب على تطوير الفن الإسلامي، ولا سيما صناعة الفخار.

    تظهر الأعشاب والنباتات الطبية أن الصيدليات العربية والأدوية كانت معروفة في الصين خلال حقبة أسرة تانغ. خلال عصر تيانباو (742-756 م) قام الإمبراطور بتخزينها مع الكولونيا والجوز والمجوهرات. منذ ذلك الحين، أدرجت الصيدلية الصينية زيت بذور الشمر وعلاجات عربية أخرى. وقد تم اطلاق الاسماء على بعض النباتات الطبية العربية والفارسية، بما في ذلك الزعرور واللبان.

    في عهد الإمبراطور شوان زونغ في حقبة أسرة تانغ، تم تجميع السجلات ونشرها في كتاب من سبعة مجلدات (712 م). خلال عهد أسرة يوان، بدأت الرياضيات العربية والإسلامية، بالإضافة إلى التأثيرات الثقافية الأخرى، في التأثير على الثقافة الصينية. وقد اعتمد التقويم الإسلامي خلال حقبة مينغ على تقويم 365 يومًا. أما في الوقت الحاضر، فقد أرست العلاقات السياسية والتجارية بين العرب والصين في العصر الحديث الأساس للتفاعلات الثقافية الواسعة، لا سيما بعد الاعلان عن مبادرة الحزام والطريق.

    *دكتور في العلاقات الدولية وباحث مستقل، يدرس السياسة الخارجية الصينية ومبادرة الحزام والطريق وقضايا شرق أوسطية والعلاقات الصينية-العربية. بحوذة الكاتب العديد من الدراسات المنشورة في مجلات رفيعة المستوى وصحف عالمية.

  • سورية تهيئ أشرعتها للإبحار في طريق الحرير..

    سورية تهيئ أشرعتها للإبحار في طريق الحرير..

    موقع قناة المنار-

    خليل موسى:

    خلال محاولات سوريا وعمل حكومتها الدؤوب لتخفيف وطأة الحرب والحصار عن شعبها، تعمل بكل ما يمكنها من فتح طرقات لنسج وتطوير علاقاتها مع الدول الصديقة والمجاورة.

    وعلى ضوء هذه التطورات في العلاقات الثنائية بين سورية والصين، تم توقيع مذكرة تفاهم بين حكومتي البلدين في مجال مباردة طريق الحرير والطريق البحري للقرن الحادي والعشرين، أتى ذلك خلال شهر يناير/كانون الثاني الماضي.

    وفي لقاء خاص لموقع قناة المنار، مع معاونة رئيسة “هيئة التخطيط والتعاون الدولي” في سوريا الدكتورة ثريا ادلبي، أوضحت “أهمية هذه الاتفاقية تعتبر، حيث بمثابة إعلان رسمي لانضمام سورية ضمن هذه المبادرة، كما تعتبر من أهم مبادرات التعاون الدولي المتاحة لسورية عالمياً في إطار دعم الاقتصاد الوطني”.

    وفي السياق، ذكرت إدلبي أن أهم ما يمكن أن تحققه هذه البادرة، تأمين التمويل من أجل إعادة الإعمار، وكذلك تحقيق نقلة نوعية في المجال التقني، كما هو حال تطوير البنى التحتية، وذكرت ان “جمهورية الصين الشعبية تتمتع بمزايا ايجابية كبيرة تشكل شريك مميز لسورية خلال إعادة الإعمار”.

    هذه المبادرة مهمة أيضا في تعزيز التعاون الثنائي في كل دمشق وبكين، وهذا ما يمكّن أيضا من فتح وتعزيز علاقات ثنائية بين سورية وكافة الدول الموجودة ضمن الاتفاقية، وستكون اتفاقية طريق الحرير والطريق البحري للقرن الواحد والعشرين، بوابة لفتح مبادرات على مستوى كل الاطراف، وهذا أيضاً بوابة واسعة لسورية في فتح أفق واسع لمشاريع كبيرة والاستفادة منها في تعزيز مستوى التقانات الحديثة ونفقلها إلى سورية والتعاون مع الدول المجاورة.

    هذا وسيتم خلال اجتماعات لاحقة بين اللجان المسؤولة وضع هذه المذكرة حيز التنفيذ، ووضع خطة يتم تحديدها بين الطرفين السوري والصيني.

  • سوريا مجددًا على طريق الحرير: فوائد بالجملة

    سوريا مجددًا على طريق الحرير: فوائد بالجملة

    موقع العهد الإخباري-

    علي حسن:

    التوجه السوري نحو الشرق بدا أنه خيار استراتيجي لمواجهة العقوبات الغربية والشروع في مرحلة إعادة الإعمار. ولعل توقيع سوريا اتفاقية مع الجانب الصيني تخولها الإنضمام إلى مبادرة “الحزام والطريق” أو ما كان يعرف بـ “طريق الحرير”، يؤكد هذا التوجه الذي سيعود على السوريين بفوائد جمة.

    الإنضمام رسميًا

    أكدت معاونة رئيس هيئة التخطيط والتعاون الدولي لشؤون التعاون الدولي الدكتورة ثريا حسين ادلبي في حديثها الخاص بموقع “العهد” الإخباري أنه بتاريخ ١٢ / ١/ ٢٠٢٢ تم توقيع مذكرة التفاهم بين حكومتي الجمهورية العربية السورية وجمهورية الصين الشعبية في إطار التعاون في مبادرة طريق الحرير والطريق البحري للقرن الحادي والعشرين.

    وشددت الإدلبي على أن أهمية توقيع هذه الإتفاقية تأتي من كونها تعتبر بمثابة “إعلان رسمي” لانضمام سوريا لهذه المبادرة التي تعتبر من أهم مبادرات التعاون الدولي المتاحة لسوريا عالميًا في إطار دعم الاقتصاد الوطني من خلال تأمين التمويل اللازم لمشاريع إعادة الإعمار إضافة “لتحقيق نقلة نوعية في المجال التقني وتطوير البنى التحتية”.

    لوضعها موضع التنفيذ

    معاونة رئيس هيئة التخطيط والتعاون الدولي لشؤون التعاون الدولي أشارت في حديثها الخاص بموقع “العهد” الاخباري إلى أن “جمهورية الصين الشعبية تتمتع بمزايا اقتصادية كبيرة بحيث تعتبر الصين بمثابة “شريك اقتصادي” مميز لسوريا خلال مرحلة إعادة الإعمار وتعتبر وهذه المبادرة ليست مهمة فقط لتعزيز علاقات التعاون الثنائي ما بين سوريا وكافة الدول الموجودة على طول طريق الحرير وانما أيضًا ستكون هناك مبادرات على مستوى “متعدد الأطراف” الأمر الذي يجعل من وجود سوريا في هذه المبادرة مناسبة لفتح “آفاق كبيرة” لها خلال المرحلة القادمة لتنفيذ مشاريع كبيرة في إطار البنى التحتية وأيضا الاستفادة منها في تعزيز مستوى التقنيات الحديثة ونقلها إلى سوريا فضلاً عن “خلق مشاريع” بالتعاون مع الدول المحيطة.

    ولفتت الإدلبي إلى أنه وبعد أن تم توقيع هذه الاتفاقية ستقوم الحكومة السورية بالتنسيق مع الجانب الصيني لوضع هذه المذكرة موضع التنفيذ والاتفاق على الاعتماد على الأدوات اللازمه للإستفادة من مجالات التعاون والاعتماد على عدد من المشاريع التي يمكن تنفيذها في إطار هذه المبادرة.

  • الصين توقع وثائق تعاونية لمبادرة “الحزام والطريق” مع 147 دولة و32 منظمة دولية

    الصين توقع وثائق تعاونية لمبادرة “الحزام والطريق” مع 147 دولة و32 منظمة دولية

    كشف جين شيان دونغ، المتحدث باسم لجنة الدولة للتنمية والإصلاح مؤخرا أن الصين وقعت ما يزيد عن 200 وثيقة تعاونية حول بناء مبادرة “الحزام والطريق” مع 147 دولة و32 منظمة دولية حتى الآن.

    وقال جين إن دائرة الأصدقاء لبناء مبادرة “الحزام والطريق” تواصل توسعها، إذ وقعت الصين وثائق تعاونية مع خمس دول بما فيها سورية والمغرب وساو تومي وبرينسيبي وكوبا ونيكاراغوا منذ ديسمبر/ كانون الأول 2021، كما وقعت اللجنة مع لاوس مذكرة تفاهم حول آلية تنسيق أعمال التعاون لمبادرة “الحزام والطريق”.

    وأضاف المسؤول أن خط الشحن بين الصين وأوروبا شهد تسيير أكثر من ألف رحلة شهريا لـ20 شهرا متتاليا حتى ديسمبر/ كانون الأول 2021. وبلغ عدد قطارات الشحن بين الصين وأوروبا 15183 وحدة في عام 2021، ونقلت على متنها 1.464 مليون حاوية معيارية، بزيادة 22 بالمائة و29 بالمائة على أساس سنوي، على التوالي.

  • الحزام والطريق عبر سورية.. والإتجاه شرقاً

    الحزام والطريق عبر سورية.. والإتجاه شرقاً

    صحيفة الوطن السورية-

    الدكتور قحطان السيوفي:

    وقعت سورية والصين مؤخراً مذكرة تفاهم في إطار مبادرة الحزام والطريق، والتساؤل الذي يجول في خاطر الكثير منا هو، ما هي المبادرة الصينية، وما أهمية هذه المذكرة بالنسبة لنا؟

    تنفذ الصين مبادرة «حزام واحد، طريق واحد»، وتعتبر أكبر مشاريع البنية التّحتيّة والاستثمار في تّاريخ البشرية.
    يهدف المشروع لتعزيز التعاون الاقتصادي والاجتماعي بين الدول التي يمر بها، وأطلقت الصين مبادرة «حزام واحد، طريق واحد» أو ما يُعرف بمبادرة الحزام والطريق إحياءً لطريق الحرير في القرن التاسع عشر من أجل ربط الصين بالعالم، وتغطي المبادرة اليوم نحو 65 بالمئة من سكان العالم، وما يقرب 40 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
    الاقتصاد الصيني المُخطط بدأ بالتوسع في عام 1978 واستمر ينمو بمعدلات كبيرة قاربت 10 بالمئة لغاية عام 2014،
    وأطلقت الصين المبادرة عام 2013 بهدف دعم قدرتها على التصدير وتعدد مصادر الاستيراد.
    وهو إحياء لطريق الحرير القديم الذي كان يربطها بأوروبا وسمته «الحزام» والطريق البحري القديم وسمته «الطريق»، تقول الصين إنها تهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والاجتماعي بين الدول التي يمر بها.
    أنفقت الصين أكثر من 900 مليار دولار على هذه المبادرة التي تتضمن المحاور التالية:
    المحور التجاري: الصين ترغب في توسيع أسواق التصدير، والمبادرة ستخلق تعاوناً تجارياً ثنائياً أو أكثر يتحول تدريجياً إلى تحالفات.
    المحور النقدي: تسعى الصين لزيادة نسبة التبادل التجاري بالعملة الصينية «اليوان» ومن فوائده تعزيز اليوان عالمياً وتقليل تكلفة التبادل التجاري وتقليل وقت التسوية، قياساً على التعامل بالدولار أو اليورو، والحد من مخاطر تقلبات أسعار الصرف.
    العديد من الدول مثل روسيا وإيران وباكستان وفيتنام والهند وماليزيا تستخدم حالياً اليوان في التسويات التجارية.
    المحور الجيوسياسي: نعتقد أن المسار البحري وحتى البري بكل تفاصيلهما قد تم تصميمهما ليس فقط لأهداف تجارية بحته وإنما أيضاً لأهداف أخرى جيوسياسية قد تولد مستقبلاً تحالفات من نوع آخر، فقد وقعت أكثر من 100 دولة ومنظمة دولية وثائق تعاون مع الصين في إطار مبادرة الحزام والطريق ونُفذ 28 مشروعاً في عدة دول مختلفة باستثمارات تبلغ 5.4 مليارات دولار، كما بنيت شبكة كبيرة من خطوط السكك الحديدية في إطار المبادرة التي وصلت إلى 4 آلاف خط يربط بين الصين ودول آسيوية وأوروبية، وتخطت الاستثمارات الأجنبية بين الصين ودول المبادرة 70 مليار دولار.
    وتتضمن المبادرة تشييد شبكات من السكك الحديدية، وأنابيب نفط وغاز، وخطوط كهرباء، وإنترنت، وبنى تحتية بحرية، ما يعزز اتصال الصين بالقارة الأوروبية والإفريقية.
    ستمر المشاريع التي تندرج تحت المبادرة بالمراحل التالية:
    1. الجسر القاري الأوراسي الجّديد.
    2. ممر الصّين – شبه الجزيرة الهندية.
    3. ممر الصّين – آسيا الوسطى – غرب آسيا.
    4. ممر الصّين – باكستان.
    5. ممر الصّين – بنغلاديش – الهند – ميانمار.
    تعهدت الصّين بتخصيص 126 مليار دولار للمبادرة على أن تقوم كل دولة مشاركة بتمويل مشاريع البنية التّحتيّة التي تمر بها بنفسها، وتقوم بنوك أنشئت لهذا الغرض بتقديم قروض للتمويل، وأهمها: البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، وصندوق طريق الحرير.
    بالنسبة للشّرق الأوسط تشير خطط المبادرة إلى تبنيها ستة خطوط، يمر نصفها أو ينتهي على ضفاف المتوسط.
    السّياسة الخارجيّة الصّينيّة في الشّرق الأوسط تركز على تهدئة المنطقة التي توصف عادة بعدم الاستقرار، بسبب الحروب والإرهاب. على الصعيد الأوروبي انقسمت دول أوروبا بين متفائل وقلق، فبدا الحماس في أوروبا الشّرقيّة والوسطى للاستثمارات الصّينيّة واضحاً، أما دول أوروبا الغربيّة وخاصة الشّمالية فلا تخفي قلقها، وتلتزم عدّة دول أوروبيّة الحذر كألمانيا وفرنسا.
    تعد هذه المبادرة منافسة لاتفاقية الشراكة التجارية بين الدول المطلة على الأطلنطي التي تقودها الولايات المتحدة، والتي
    تهاجم المبادرة الصينية، وتتهمها بإيقاع الدول النامية في ديون بعرض تمويل رخيص لا يمكنها تحمّله، وقد أكد الرئيس الصيني أن المبادرة ستواصل رفض «الحمائية»، في انتقاد لواشنطن التي تبنّت سياسات حمائية في عهد الرئيس دونالد ترامب.
    أكد الرئيس الصيني أن مبادئ السوق ستطبق في جميع مشاريع التعاون التي تتضمنها المبادرة على حين تلعب الدول دوراً داعماً.
    لقد وقعت سورية والصين مذكرة تفاهم في إطار مبادرة “الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري في القرن الحادي والعشرين”، بدمشق، وسورية نهاية طريق الحرير في آسيا وبداية انطلاقته باتجاه أوروبا وإفريقيا، وبموجب المذكرة تكون سورية قد انضمت إلى مبادرة الحزام والطريق، ما يساعد على فتح آفاقٍ واسعة من التعاون مع جمهورية الصين الشعبية، وذلك في عدة مجالات تتضمن تبادل السلع والتكنولوجيا، ورؤوس الأموال، وتنشيط حركة الأفراد، إضافة إلى التبادل الثقافي.
    عملياً المذكرة تأتي كمرحلةٍ من مراحل الدعم المتواصل الذي قدمته وتقدمه حكومة الصين الصديقة لسورية، وهي مكملة للمساعدات الإنسانية والإغاثية التي قدمتها الصين والتي ساهمت في تخفيف معاناة الشعب السوري جراء الحرب الكونية الإرهابية على سورية.
    تضمنت المذكرة مقترحات لربط مجموعة من الطرق البحرية والبرية لتسهيل التبادل التجاري مع الدول المجاورة وإنشاء مناطق تجارية إلى جانب إنشاء محطات توليد كهرباء، وهذا يسهم بمشاركة الشركات الصينية بمرحلة إعادة الإعمار إلى جانب التغلب على العقوبات الغربية الأحادية الجانب الظالمة المفروضة على سورية.
    أخيراً نؤكد أهمية وضرورة الاتجاه شرقاً في ظل الحصار والعقوبات الاقتصادية الظالمة وقد جاءت مذكرة التفاهم مع الصين لتترجم هذا التوجه الوطني الواقعي القائم على المصالح الاقتصادية والجيوسياسية مع دولة عظمى صديقة للسير معاً على طريق الحرير عبر سورية.

  • خبراء عرب: مع إرتقاء جودة التعاون الثنائي… مفهوم بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية يتعمق بين الصين والدول العربية

    خبراء عرب: مع إرتقاء جودة التعاون الثنائي… مفهوم بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية يتعمق بين الصين والدول العربية

    في 21 يناير/ كانون الثاني 2016، ألقى الرئيس الصيني شي جين بينغ في مقر جامعة الدول العربية كلمة بعنوان “التشارك في خلق مستقبل أفضل للعلاقات الصينية العربية”، ما رسم مسارا للتنمية المستقبلية للتعاون الودي بين الصين والدول العربية. مع مرور ست سنوات، كثفت الصين والدول العربية جهودهما لتعزيز التنسيق الاستراتيجي، والسعى إلى تجسيد التعاون والتنمية، وتحقيق المنفعة المتبادلة والكسب المشترك، وتنفيذ البناء المشترك عالي الجودة للحزام والطريق، والتكاتف لبناء مجتمع صيني عربي ذي مستقبل مشترك.

    — فرص جديدة في إطار البناء المشترك للحزام والطريق

    رغم مواجهته لتحديات عالمية أحدثتها تغيرات عميقة لم تُشهد منذ قرن فضلا عن جائحة كوفيد-19، لم يضغط التعاون بين الصين والدول العربية على “زر الإيقاف”، بل أظهر مرونة كبيرة وحيوية عالية. فخلال السنوات الأخيرة، حقق التعاون في إطار البناء المشترك للحزام والطريق نتائج مثمرة. وحافظت الصين على مكانتها كأكبر شريك تجاري للدول العربية.

    في هذا الإطار، قال محمد بن عبد العزيز الأستاذ بجامعة الملك سعود إن الدول العربية والصين شريكان طبيعيان في البناء المشترك للحزام والطريق، مشيرا إلى أن الحكومة الصينية تولي اهتماما كبيرا بالصداقة التقليدية بين الدول العربية والصين وتزداد هذه الصداقة قوة مع مرور الوقت، حيث يتيح البناء المشترك للحزام والطريق فرصة جيدة لتعزيز الصداقة بين الدول العربية والصين في العصر الجديد.

    ورأى صالح زياني، الأستاذ بكلية الحقوق والعلوم السياسية في جامعة باتنة بالجزائر، إن البناء المشترك لمبادرة الحزام والطريق يتماشى مع عملية تعزيز التكامل الأفريقي، قائلا في الوقت ذاته إن الصداقة التقليدية بين الدول العربية والصين تضرب بجذورها في التاريخ ووضعت نموذجا يحتذى به في العلاقات الدولية، وإن العديد من البلدان النامية، بما فيها الجزائر، تعتبر الصين نموذجا ناجحا للدول النامية.

    وأضاف زياني أنه في مواجهة التحديات العالمية متزايدة الخطورة، من الضرورة بمكان تعزيز المواءمة بين استراتيجيات التنمية ودفع البناء المشترك عالي الجودة للحزام والطريق، وذلك لإعطاء مزيد من الزخم لتحقيق التنمية والازدهار للجانبين العربي والصيني وبناء مجتمع صيني عربي ذي مستقبل مشترك.

    ومن جانبه ذكر ناصر بوشيبة رئيس جمعية التعاون الإفريقي-الصيني للتنمية في المغرب، أن البناء المشترك للحزام والطريق قد خلق فرصا جديدة أمام التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدان الواقعة على طول الطريق، وأصبح منصة مهمة لتبادل الخبرات واكتشاف فرص الأعمال.

    — الشراكة الاستراتيجية العربية الصينية تتجسد بخطوات عملية

    في مواجهة جائحة كوفيد-19، تضافرت جهود الصين والدول العربية لمكافحة الجائحة، وعمل الجانبان على استثمار أزمة جائحة كوفيد-19 وتحويلها إلى فرصة سانحة لتعزيز وتوطيد أواصر التعاون المشترك بينهما. ويعد نجاح الجانبين في عبور أزمة “كوفيد-19” ترجمة حقيقية وعلى أرض الواقع لمفهوم “بناء مجتمع صيني عربي ذي مستقبل مشترك”، حيث تضافرت جهود الصين والدول العربية لمكافحة الجائحة، وقدمتا نموذجا لمساعدة بعضها البعض والتغلب على الصعوبات سويا.

    في هذا السياق، قال زياني إنه منذ بدء تفشي الجائحة عملت الدول العربية والصين معا، وتبادل الجانبان المساعدة والمعلومات في الوقت المناسب، واتخذا إجراءات حاسمة وتعاونا على نحو وثيق، الأمر الذي ساهم في زيادة عمق علاقات الصداقة التقليدية والشراكة الاستراتيجية بينهما في العصر الجديد. وبذل الجانبان جهودا مشتركة لبناء “سور الصحة العظيم” لحماية أرواح الشعبين العربي والصيني.

    وقد أشار محمد العجلان، رئيس مجلس الأعمال السعودي الصيني ونائب رئيس مجلس إدارة مجموعة عجلان وإخوانه، إلى أن الصين تساعد المملكة العربية السعودية بشكل حثيث في مكافحة الجائحة، مسلطا الضوء على اتفاقية تعاون وقعتها شركات صينية والحكومة السعودية بشأن الاختبار الخاص بتشخيص فيروس كورونا الجديد، والتي ساعدت المملكة على بناء ستة مختبرات كبيرة لتحسين القدرة على الكشف عن الفيروس.

    بالإضافة إلى ذلك، أجرى الجانبان تعاونا معمقا في مجال اللقاحات، وهو ما جسد المغزى الثري للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين السعودية والصين من خلال خطوات عملية، حسبما ذكر العجلان.

    وتطرق بوشيبة بالحديث عن جهود الصين وقال إن الصين تدعو بنشاط المجتمع الدولي إلى تعزيز التعاون في مكافحة الجائحة وتدعمه في ذلك، منوها إلى أن اللقاحات الصينية لعبت دورا محوريا في مكافحة الدول العربية للجائحة وأن الجانبين العربي والصيني يركزان حاليا على التعاون الاقتصادي والتجاري، وهو ما يقدم نموذجا للعالم ويضخ ثقة في آفاق الانتعاش الاقتصادي العالمي.

    — ضرورة دفع التطور المستمر للعلاقات العربية الصينية

    ذكر محمد القحطاني، النائب الأعلى للرئيس في أرامكو السعودية، إن مفهوم بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية الذي طرحه الرئيس الصيني شي جين بينغ يوفر للدول العربية حلولا للازدهار والتنمية المشتركين.

    وقال إن التعاون الاقتصادي والتجاري العربي الصيني يرتكز على الدعم المتبادل على المستويين السياسي والدبلوماسي وإن العلاقات بين الجانبين في تطور مستمر على أساس المنفعة المتبادلة والكسب المشترك، لافتا إلى أهمية تعميق التعاون الاقتصادي والتجاري وتعزيز الثقة السياسية المتبادلة ودفع التنمية المستمرة لهذه العلاقات في ظل الوضع الدولي الحالي.

    وأشار إلى أن الجانبين يعززان الثقة السياسية المتبادلة، ويدعمان كل منهما الآخر بحزم في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية والشواغل الرئيسية لكل منهما، ويتعاونان بشكل وثيق في الشؤون الدولية والإقليمية لحماية مصالح البلدان النامية بشكل مشترك.

    وفي ضوء قيام الصين والدول العربية في السنوات الأخيرة بتعزيز التنسيق وتوطيد التعاون”، ذكر مقال نُشر على الموقع الإلكتروني لصحيفة ((الفجر الجديد)) التركية، أن “هناك ثقة بأن دفع الصين المستمر للتعاون مع الدول العربية من شأنه أن يعزز التنمية المشتركة ويوفر فرصا مهمة لتحقيق الانتعاش الاقتصادي العالمي، كما ستزداد العلاقات بين الدول العربية والصين عمقا مع مرور الوقت”.

    ومن جانبه، قال عويضة مرشد المرر رئيس دائرة الطاقة في أبوظبي، إن الصين أصبحت أكبر شريك تجاري ومستثمر أجنبي للعديد من الدول العربية. ومن أجل الاستجابة لتغير المناخ، أصبح التطوير النشط للطاقة المتجددة اتجاها عالميا، وهذا الاتجاه يعد أيضا فرصة جيدة لتعميق التعاون العربي الصيني في مجال الطاقة.

    وسوف ترسم القمة الصينية العربية الأولى التي ستعقد هذا العام 2022 صورة واضحة لتعزيز الصداقة التقليدية والتعاون بين الصين والدول العربية، وستسهم أيضا في كتابة فصل جديد من التعاون بين الجانبين لبناء مجتمع صيني عربي ذي مستقبل مشترك في حقبة ما بعد الجائحة.

  • الصين وجزر المالديف تتعهدان بالتعاون في الحزام والطريق والتعافي ما بعد الجائحة

    الصين وجزر المالديف تتعهدان بالتعاون في الحزام والطريق والتعافي ما بعد الجائحة

    اجتمع عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني الزائر وانغ يي مع وزير خارجية جزر المالديف عبد الله شاهد هنا يوم السبت، حيث تعهد الجانبان بالعمل على البناء المشترك للحزام والطريق والتركيز على التعافي ما بعد الجائحة.

    قال وانغ إنه عند إلقاء نظرة على الـ50 عام الماضية منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وجزر المالديف، يمكن للمرء أن يرى أن البلدين يلتزمان دائما بالاحترام المتبادل، ويعاملان بعضهما البعض على قدم المساواة وبصدق، ويدعمان بعضهما البعض بقوة في القضايا ذات الاهتمامات الجوهرية.

    وسوف يستمر الجانبان في بناء الحزام والطريق بجودة عالية، والدفع بنشاط من أجل إقامة مشاريع رئيسية في مجالات البنية التحتية الأساسية، والإسكان، وشبكة الكهرباء بجميع أنحاء البلاد، وتحلية مياه البحر، وذلك من أجل إعطاء قوة دفع للتعافي الاقتصادي ما بعد الجائحة في جزر المالديف، حسبما ذكر وانغ.

    وقال وانغ إن الصين تدعم استراتيجية جزر المالديف للتنمية المتنوعة، وعلى استعداد لتعزيز التعاون في القطاعات الناشئة مثل الرقمنة والاتصالات، وستساعد جزر المالديف على تطوير الاقتصاد البحري ومعالجة تغير المناخ، مضيفا أن الصين ترحب بدخول المزيد من المنتجات المالديفية إلى سوقها.

    من جانبه، ذكر شاهد أن البناء المشترك لمبادرة الحزام والطريق قد آتى بنتائج مثمرة وغيّر بالكامل المجتمع في جزر المالديف. وقد قدمت الصين عددا كبيرا من المواد واللقاحات لبلاده لمكافحة جائحة كوفيد-19، وهو ما لعب دورا رئيسيا في معدل التطعيم المرتفع والذي تبلغ نسبته 80 في المائة في جزر المالديف.

    وأكد وزير الخارجية أن جزر المالديف مستعدة لتعميق التعاون البراغماتي مع الجانب الصيني.

    وأعرب وانغ عن سعادته بأن شاهد سيحضر حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2022 في بكين بصفته رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقال الأخير إنه يتطلع إلى حضور الحدث ويثق بأن الألعاب ستحقق نجاحا كبيرا.

    وفي أعقاب الاجتماع، وقع الجانبان اتفاقيات تعاون بشأن الإعفاء المتبادل من التأشيرات، والتكنولوجيا الاقتصادية، والبنية التحتية، وتحلية مياه البحر، والأدوية، والصحة العامة، وذلك من بين مجالات أخرى.

    وفي المؤتمر الصحفي المشترك مع شاهد يوم السبت، قال وانغ إن زيارته إلى جزر المالديف كانت مثمرة، وهي أفضل علامة للذكرى الـ50 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وستعمل على دفع تنمية الشراكة التعاونية الودية الشاملة والموجهة نحو المستقبل بين الصين وجزر المالديف.

    وذكر وانغ أن الصين ستقوم بدفع جهودها المشتركة مع جزر المالديف لتحقيق نصر كامل على جائحة كوفيد-19، وتسريع التعاون في المشاريع الرئيسية، وضخ قوة دفع من الانتعاش في الصناعات الحيوية في جزر المالديف.

    وأضاف أنه من المؤمل أن يتم التصديق على اتفاقية التجارة الحرة بين الصين وجزر المالديف وأن تدخل حيز التنفيذ في وقت مبكر حتى تتمكن المنتجات والخدمات المالديفية من الوصول إلى السوق الصينية بسهولة أكبر.

    وقال وانغ إن الصين ترغب أيضا في تعزيز التعاون مع الدولة الأرخبيلية في معالجة تغير المناخ ومساعدة الدول الجزرية الصغيرة في التغلب على الصعوبات العملية.

    يقوم وزير الخارجية الصيني بجولة تستغرق يومين في كل من جزر المالديف وسريلانكا. وقبل ذلك، زار وانغ دولا إفريقية وهي إريتريا وكينيا وجزر القمر في الفترة من 4 إلى 7 يناير/ كانون الثاني بناء على دعوة.

  • نظرة عن قرب على جهود سواعد شابة تدفع البناء المشترك للحزام والطريق بين الصين والعالم العربي

    نظرة عن قرب على جهود سواعد شابة تدفع البناء المشترك للحزام والطريق بين الصين والعالم العربي

    وكالة أنباء الصين الجديدة ـ شينخوا:
    يقول مثل صيني قديم إن “أفضل الناس أنفعهم للناس”، وهذا ما يمكن أن يستشعره الجميع من الإنجازات الكبيرة والملموسة للتعاون الصيني العربي في البناء المشترك للحزام والطريق. ووراء هذه الإنجازات أفراد من عامة الناس يبذلون الجهد والعرق بقوة شبابهم ويقدمون مساهماتهم في شتى المجالات.
    — المساهمة في التعاون الصيني العربي: تستحق الجهد والعناء
    “اسمعي كلام أمك يا ابنتي، وسأرسل لك دمية باربي”، “لا أريد دمية باربي، أريد فقط عودتك لتكون إلى جانبنا أنا وأمي”، هكذا دار الحوار بين تشن ده بين نائب المدير العام لشركة (تشاينا ريلواى الثامنة عشر بيرو جروب كومبانى ليمتد) وابنته المقيمة في الصين خلال دردشة بالفيديو. واهتزت مشاعر تشن، الذي كان متواجدا في موقع مشروع الطريق السريع في مدينة الجبيل بالمملكة العربية السعودية، بكلمات ابنته وكاد يبكي وقال لها “يا ابنتي، بمجرد انتهاء المشروع سأعود إلى المنزل لأكون بجواركما”. ووجدت الابنة صوت أبيها قد أصبح أجشا ووجهه أصبح نحيفا وشَعره صار أبيضا وبشرته باتت سمراء.
    وبعد إنهاء المكالمة، مسح تشن دموعه وذكر لوكالة ((شينخوا)) أنه يعمل في السعودية منذ 20 عاما تقريبا ولم يجتمع شمله بأسرته في عيد منتصف الخريف الصيني التقليدي طوال الـ19 عاما الماضية. لكن عند النظر إلى أهمية مشاريع الحزام والطريق “أجد ضرورة تأجيل العودة إلى بلادي، إذ إنه ليشرِّفني أنا والبناة الآخرون المشاركة في تشييد مشاريع التعاون والصداقة بين الصين والسعودية”.
    وعبر تشن بنبرة فخر خلال حديثه لـ((شينخوا)) عن مدى سروره بالمشاركة في بناء المشاريع السعودية، مشيرا إلى أنه شارك في بناء عدة مشاريع في إطار التعاون الصيني والسعودي على مدى 20 عاما من عمله بالسعودية، منها مشروع سكة حديد الشمال – الجنوب وخط السكك الحديدية الخفيفة في مدينة مكة المكرمة بالسعودية وكذلك مشروع سكة حديد قطار يربط مكة المكرمة بالمدينة المنورة. وقال إن “المساهمة في التعاون الصيني العربي تستحق حقا كل الجهد والعناء”.
    — الصداقة الصينية العربية الراسخة: توطدها لمسات ثقافية
    “قبل أكثر من 10 سنوات كنت أشعر أن السعودية بلد غريب، ولكن بعد أكثر من 10 سنوات تعرّفت بصورة أكبر على الثقافة السعودية وصرت تدريجيا مندمجة معها وكونت صداقات مع الكثير من المرضى الذين قمت بعلاجهم”، هكذا ذكرت الطبيبة الصينية تشو هونغ، التي تعمل في مستشفى بالعاصمة السعودية الرياض.
    أتت تشو إلى السعودية في أكتوبر عام 2009، من خلال مشروع التبادلات بين المدن الصينية والسعودية التي تربط بينها علاقات توأمة. وعندما تحدثت تشو عن تجاربها أثناء العمل بالمستشفى السعودي، لفتت إلى أنها لن تنسى أبدا طفلة سعودية كانت مصابة بالصم والبكم.
    وقالت تشو “قابلت الطفلة أول مرة حين كانت في الـ12 من عمرها وتدرس في مدرسة الصم والبكم ومصابة بمرض نقص الانتباه مع فرط النشاط الذي لم تكن وقتها قد شُفيت منه رغم خضوعها للعلاج لعدة السنوات”.
    وأوضحت تشو أن والد الطفلة أراد علاجها بوسائل الطب الصيني التقليدي لأنه اطلع على ثقافة الطب الصيني وعقاقيره خلال إحدى زياراته للولايات المتحدة، مشيرة إلى أنها “رأت في بداية العلاج أن شفاء الطفلة من هذا المرض المستعصي أمر صعب للغاية. ولكن بعد المداومة على العلاج لمدة عام ونصف، وجدت المعجزة وقد تحققت، حيث استطاعت الطفلة التكلّم وأصبحت تدريجيا أكثر قدرة على التركيز وصار بإمكانها قراءة وكتابة المواد الدراسية بكل جدية، وهو ما أدهش معلمي مدرستها”.
    وقالت تشو إن الطفلة تمكنت من الالتحاق بمدرسة عادية لمواصلة دراستها التي سارت بخطى ممتازة. وبعد علاج الطفلة، عبر والدها عن أمله في أن يتوجه الشباب السعوديون إلى الصين لدراسة اللغة والثقافة الصينية والطب الصيني والتجارة.
    كما أعرب والد الطفلة عن حبه للأطعمة الصينية، متمنيا أن تقوم تشو بإنشاء مطعم صيني في السعودية. وبفضل مساعدته لها، أنشأت تشو مطعما صينيا في الرياض في أغسطس عام 2019.
    “في بداية العمل، كان معظم الزبائن من الصينيين، وبعد مرور شهر أصبح الزبائن السعوديون أكثر فأكثر وأحب السعوديون كثيرا طبق (الدجاج بالفول السوداني) الصيني الشهير”، هكذا ذكرت تشو.
    بعد إقامتها في السعودية لأكثر من 10 سنوات، صار الأصدقاء السعوديون يعاملون تشو كفرد من أفراد عائلاتهم وترك هذا البلد العربي في نفس تشو ذكريات جميلة ستظل دوما حاضرة في وجدانها.
    — المثابرة على مكافحة كوفيد-19: تبرز الدعم والمساندة
    في الفترة ما بين مارس ويوليو 2020، قام دوان تشن بينغ رئيس الشؤون الطبية بفريق العمل المبعوث إلى مصر من الشركة الصينية العامة للهندسة الإنشائية (CSCEC) بمهمة دامت لأكثر من 100 يوم في وقت كانت تواجه فيه مصر أصعب أوقات مكافحتها لجائحة كوفيد-19.
    فما إن سمع دوان حاجة المستشفى الذي يعمل به في الصين إلى إيفاد أطباء ليساعدوا في تقديم خدمات طبية للموظفين الصينيين والمصريين العاملين في مشروع العاصمة الإدارية الجديدة بمصر حتى طلب بلا تردّد المشاركة في فريق العمل المبعوث إلى مصر وتوجّه إلى هناك على متن الرحلة الجوية الأخيرة قبل أن توقف مصر الرحلات الجوية الدولية.
    بعد وصوله إلى مشروع العاصمة الإدارية الجديدة بمصر، قرر دوان وزملاؤه التواصل مع جميع الموظفين بالمشروع وإطلاعهم على الطرق والأساليب العلمية للوقاية من الجائحة، والعمل في الوقت ذاته على مراقبة أوضاع الوقاية من المرض في مواقع المشروع بشكل دقيق. وبالإضافة إلى ذلك، قدم دوان مقترحات باعتباره طبيبا.
    وتم تسيير وإدارة العمل في المشروع بعناية فائقة مع فرض ضوابط وقائية على منافذ الخروج والدخول، إذ لم يخرج دوان من بوابة المشروع على مدى أيام عمله هناك هو وزملائه في الفريق والتي تجاوزت 100 يوم. وذكر دوان “أشعر بالأسف لعدم قدرتي على زيارة نهر النيل والأهرامات وغيرهما من المواقع المصرية التي تذخر بآثار تاريخية وثقافة عريقة ومناظر طبيعية خلابة”.
    “لقد ترك الشعب المصري الصديق في نفسي انطباعات عميقة ولأن من شرب من ماء النيل يعود إليه بالتأكيد، فإنني على ثقة بأنني سأعود إلى مصر في المستقبل القريب”، هكذا وصف دوان مشاعره بكلمات معبرة.

  • التعاون الدولي هو السبيل للفضاء على الفيروس.. فيديو من شبكة اخبار مبادرة الحزام والطريق

    التعاون الدولي هو السبيل للفضاء على الفيروس.. فيديو من شبكة اخبار مبادرة الحزام والطريق

     

    أعدت صحيفة الشعب الصينية فيديو يتحدث عن التعاون الدولي لمكافحة فيروس كورونا.
    ووزعت أمانة سر شبكة أخبار مبادرة الحزام والطريق الفيديو في أنحاء العالم.
    وانطلاقاً من كون موقع الصين بعيون عربية عضواً في الشبكة، ولأهمية الفيديو والمعاني العميقة التي يتضمنها، نعيد نشره مع تعريب للنص الذي يرافقه

    موقع الصين بعيون عربية
    صحيفة الشعب الصينية
    أمانة سر شبكة أخبار مبادرة الحزام والطريق

    إن تاريخ الحضارة البشرية هو تاريخ البشرية التي تكافح باستمرار وتتغلب على الكوارث.

    لقد أثبت جائحة COVID-19 مرة أخرى أن بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية هو الطريق الصحيح للمضي قدما ، كما أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ في مناسبات عديدة.

    على مر السنين ، أصبحت مبادرة الحزام والطريق في الصين مسارًا مهمًا نحو بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية.

    كما أصبح من السلع العامة الدولية الهامة أن الصين تساهم في التعاون العالمي لمكافحة الفيروس.

    في حالة الوباء ، يجب على البلدان في جميع أنحاء العالم استبدال خلافاتها بالتضامن ، والقضاء على التحيز بالعقل ، وتعزيز التآزر الكبير.

    لأننا لن نضمن النصر إلا إذا حاربنا كفرد.

    (من إنتاج وانغ تيان ، وني تاو ، وليانغ بييو ، وهي هي جيكيونغ)