التصنيف: مقالات

  • الحزام والطريق والانفتاح الديناميكي نحو العالم

    الحزام والطريق والانفتاح الديناميكي نحو العالم

    anwar-okasha-belandroad-dynamics

     

    تقرير: أنور عكاشة*

    الذي ينظر بعين فاحصة لتداعي فكرة الحزام والطريق وتطبيقها على أرض الواقع يجد أن هناك تناسقاً عميقاً بين الشعب والدولة، إذ أن “التناسق يوٌلد المعاناة والمعاناة تٌولد الإبداع”، أو كما قال المثل الكلاسيكى الذى أصبح واقعاً معاشاً عند بعض الشعوب، لا سيما الشعوب التى تعمل في صمت حقيقي بشكل جاد.
    ها قد جاوزت فكرة الحزام والطريق التحديات الجسام التي تعترض طريق التنمية المستدامة والبنى التحتية، حيث أصبحت العلاقات الدبلوماسية للجمهورية الصين الشعبية مع القارة الأفريقية والآسيوية وكذا الأوربية أكثر متانةً وعمقاً، كيف لا وأنّ الحزام والطريق من خلاله فُتحت كثير من المعابر الاستراتيجية لتنشيط حركة التجارة وتقوية الصداقة الشعبية، لا سيما الدول التي تطل على طريق الحزام، إضافةً الى سهولة التواصل وتبادل المنافع والسلع التجارية والاقتصادية، وهذا جعل الصين أكثر انفتاحاً ديناميكياً نحو العالم من خلال المدن والمناطق الجغرافية التى تتمتع بها .
    وفى سبيل تعميق فكرة الحزام والطريق استطاعت الصين توظيف المزايا النسبية لشتى مناطقها بشكل مستفيض، وذلك بتنفيذ إستراتيجية إنفتاح أكثر نشاطاً ومبادرة ، وتعزز التفاعل والتعاون بين مناطقها الشرقية والوسطى والغربية، وترفع مستوى الاقتصاد المنفتح على نحو شامل.
    تعتبر شينجيانغ بجغرافيتها الفريدة ودورها كنافذة هامة للانفتاح على الدول الواقعة غرب الصين إحدى وسائل التبادل والتعاون مع دول آسيا الوسطى وجنوبي آسيا وغربي آسيا وغيرها، لتشكيل مركز هام للمواصلات والتجارة وشحن السلع والثقافة والعلوم والتربية في الحزام الاقتصادي لطريق الحرير، وهذا جعل شينجيانغ منطقة محورية للحزام.
    بجانب توظيف المزايا الاقتصادية والثقافية الشاملة لشنشي وقانسو، والمزايا الإنسانية والقومية لنينغشيا وتشينغهاي، والعمل على جعل منطقة شيان منطقة داخلية رائدة جديدة للإصلاح والانفتاح، والإسراع بالتنمية والانفتاح للانتشو وشينينغ ، ودفع إنشاء المنطقة الداخلية التجريبية للاقتصاد المنفتح في نينغشيا، لتشكيل ممرات مؤدية إلى دول آسيا الوسطى وجنوبي آسيا وغربي آسيا، ومركز للتجارة وشحن السلع، وقاعدة للصناعات الرئيسية والتبادل الانساني، وتوظيف المزايا الجغرافية لمنغوليا، وإكمال وتحسين ممرات وشبكة سكك الحديد الإقليمية التي تربط هيلونغجيانغ وجيلين ولياونينغ وبين الشرق الاقصى الروسي، ودفع بناء ممر بكين ـ موسكو للشحن فائق السرعة بين أوروبا وآسيا، والعمل على بناء نافذة مهمة للانفتاح على الدول الواقعة شمال الصين.
    ولا شك أن المناطق الداخلية تتمتع بالعديد من المزايا المتمثلة في المساحة الشاسعة والموارد البشرية الوافرة والأساس الصناعي الجيد. وبالاعتماد على مجموعة المدن على المجرى المتوسط لنهر اليانغتسى ومجموعة المدن المحيطة بتشنغدو وتشونغتشينغ ومجموعة المدن في السهول الوسطى ومجموعة مدن هووهيهوت وباتوا واردوس ويويلين ومجموعة المدن المحيطة بهارين وتشانغتشون وغيرها من الأقاليم الرئيسية، تدفع الصين التفاعل والتعاون بين الأقاليم والتنمية الصناعية المجمعة وتجعل من تشونغتشينغ دعامة هامة للتنمية والانفتاح في غربي الصين، ومن تشنغدو وتشنغتشو وووهان وتشانغشا ونانتشانغ وخفى مدناً داخلية رائدة للاقتصاد المنفتح .
    لذلك شرعت الصين للعمل جاهدة بدفع التعاون بين المناطق على المجريين الأعلى والمتوسط لنهر اليانغتسى ومنطقة الفولغا الفيدرالية بروسيا الاتحادية، وشرعت في إنشاء آلية التنسيق للنقل بسكك الحديد والتخليص الجمركي في المعابر الحدودية في ممر الصين ـ أوروبا، وماركة قطارات خط الصين ـ أوروبا، وممر نقل يربط بين داخل البلاد وخارجها وبين المناطق الشرقية والوسطى الغربية داخل البلاد، وهي تدعم إنشاء المطارات والمرافئ البرية الدولية في تشنغتشو وشيآن وغيرهما من المدن الداخلية، وتعزز التعاون في التخليص الجمركي بين المعابر الحدودية الداخلية والموانيء الساحلية الحدودية وتمارس الأعمال التجريبية للخدمات الالكترونية للتجارة العابرة للحدود، وتحسن الصين التوزيع الاقليمي للمراقبة الجمركية الخاصة، وتبدع في نمط تجارة المعالجة، وتعمق التعاون الصناعي مع الدول على طول الحزام والطريق.

    انور عكاشة
    محرر القسم السياسى
    وكالة السودان للانباء (سونا)
    Anwarakasha555@gmail.com

  • “طريق الحرير”.. أو طريق التحرر من الاستعمار والتخلف والفقر

    “طريق الحرير”.. أو طريق التحرر من الاستعمار والتخلف والفقر

    belt-and-road-forum

    صحيفة الخبر الجزائرية ـ
    بكين: مبعوث “الخبر” م. دكــار
    31 يوليو 2016:

    استضافت صحيفة “الشعب” اليومية الصينية، الناطقة باسم الحزب الشيوعي، منتدى “التعاون الإعلامي على طول الحزام والطريق 2016”، بمركز المؤتمرات ببكين، واختارت له شعارا كبيرا “مصير مشترك، آفاق جديدة من التعاون”، بحضور ممثلين عن 212 وسيلة إعلامية من 101 دولة ومنظمة دولية، من أجل تعزيز التبادلات والتعاون وتحقيق التنمية والمنفعة المشتركة في إطار مبادرة “الحزام والطريق”. وبالمناسبة قال الرقم واحد في يومية “الشعب”، يانغ تشن وو، إن هذا المنتدى أصبح أكبر قمة لوسائل الإعلام العالمية من حيث عدد الدول ووسائل الإعلام المشاركة، مؤكدا أن المنتظر من هذا التجمع هو تحقيق ست تحديات في سبيل تعزيز التعاون وتحقيق النجاح المشترك. وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ، طرح خلال جولته فيي وسط آسيا ومجموعة دول الآسيان في سبتمبر وأكتوبر 2013، مبادرة “الحزام الاقتصادي لطريق الحرير” و”طريق الحرير البحري للقرن الـ 21”، وهي مبادرة اقتصادية تجارية ثقافية اجتماعية، تهدف إلى تعزيز الحوار والتواصل والمبادلات التجارية والتواصل الشعبي. ويعطي المشروع نبضا عصريا جديدا للتراث العالمي “طريق الحرير”، ويقدّم حيوية جديدة للتعاون الآسيوي والأوراسي.

    ما بعد الأزمة المالية

    أما من حيث فلسفة المبادرة التي تولي لها الحكومة الصينية أهمية بالغة، وتدعمها ماديا وتقنيا وماليا وسياسيا، فمشروع “الحزام والطريق” هو تبادل الطاقة الإنتاجية بين الصين والدول الواقعة على طول “طريق الحرير”. ويؤكد المشرفون عليها أنها ليست “خطة مارشال”، بل مشروع استثمار مشترك في الأعمال التجارية وإنجاز البنى التحتية وتقاسم ثمار التعاون. ومضمونه هو “خمس تواصلات”، أي مواصلة الطريق، تدفق التجارة، تداول العملة، التبادل السياسي وحوار الثقافات بين تلك الشعوب، وهي خطة ذات ثراء ودلالات مقارنة مع خطة مارشال وتحمل ثلاث مهمات رئيسية:

    فالمهمة الأولى، يقول أصحاب المبادرة هي استكشاف طريق النمو الاقتصادي العالمي، إذ طرحت الصين بصفتها “رأس القطار المحرك لنمو الاقتصاد العالمي” إنشاء “الحزام والطريق” في عصر ما بعد الأزمة المالية، “على أن يستفيد الجميع من أرباح التنمية والإصلاح والخبرات والتجارب التنموية، وتعزيز التعاون والحوار بين الدول ذات الصلة، وإقامة شراكة وتنمية عالمية جديدة أكثر إنصافا وتوازنا، بعيدا عن الاستعمار والهيمنة والاستدمار، من منطلق قاعدة “رابح – رابح”، لتنمية الاقتصاد العالمي مستقر وطويل المدى.

    رسالة.. تركها التاريخ

    أما المهمة الثانية، فهي تحقيق إعادة توازن في العولمة، وإعادة التوازن في العالم، ويشجع الانفتاح على الغرب، والدفع بتنمية المنطقة الغربية وآسيا الوسطى، ومنغوليا وغيرهم من البلدان والمناطق الداخلية الأخرى، وتنفيذ مفهوم التنمية المتسامحة في عولمة المجتمع الدولي. وفي نفس الوقت، تهدف المبادرة إلى ترويج القدرة الصناعية الصينية نحو الغرب، والسماح للدول على طول “طريق الحرير” والبلدان الساحلية أن تكون أول المستفيدين. والتحدي الثالث المبرمج لهذا المشروع، هو إنشاء نموذج القرن الـ 21 للتعاون الإقليمي، إذ يقول قادة الصين، إن “الحزام والطريق” هو استراتيجية الانفتاح الشامل، يشكل الآن نظرية “الممر الاقتصادي”، ونظرية “الحزام الاقتصادي”، نظرية التعاون الدولي في القرن الـ21 ، وغيرها من نظريات الابتكار لتجديد نظرية التنمية الاقتصادية ونظرية التعاون الإقليمي ونظرية العولمة.

    وتهتم استراتيجية المبادرة بمبادئ الاستثمار المشترك والبناء المشترك والتقاسم المشترك، لتتجاوز خطة “مارشال”، والمساعدات الخارجية واستراتيجية الخروج، لتجلب أفكارا جديدة للتعاون الدولي في القرن الـ 21.

    وقال الرئيس الصيني “شي جين بينج” إن “طريق الحرير” هو تراث مشترك بين دول كثيرة، وهو الآن يخضع لعملية تطوير في التعاون السياسي والاقتصادي، وتبادل الأموال والتجارة المشتركة. وأكد شي جين بينج في رسالته التي قرأها نائبه والأمين العام لمجلس نواب الشعب الصيني، وان شانج، أن وسائل الإعلام تلعب دورا مهما في بناء الثقة، وأن المنتدى منصّة لتعاون الدول والشعوب، بما يدعم بناء “الطريق والحزام”. ومن جهته، قال “وان شانج” نائب الرئيس والأمين العام لمجلس نواب الشعب الصيني، إن طريق الحرير القديم هو رسالة مهمة تركها التاريخ بين الشعوب، وإن مبادرة “الطريق والحزام” هي الأمل والحلم، لأن الصحراء لن تحقق الحلم وكذلك البحار.

    60 ألف وظيفة

    ورافع الأمين العام لمجلس نواب الشعب الصيني للمشروع، قائلا إن مبادرة “الطريق والحزام” التي أطلقها الرئيس الصيني سنة 2013 وجدت تجاوبا لافتا من الدول الواقعة على الطريق، ملمّحا أنها مبادرة شاملة تعمل على إيقاظ الوعي بأهمية التعاون بين الشعوب، وهي ليست عزفا منفردا من جانب الصين، ولكنه عزف متناغم من جميع الدول. وألمح “شانج” أن البنك الآسيوي للاستثمار وصندوق طريق الحرير، من ثمار المبادرة التي أوجدت حتى الآن 60 ألف وظيفة جديدة عبر مشروعات المبادرة التي تسعى لبناء طريق الحرير الأخضر (المتوافق بيئيا) والفكري (الثقافي) والصحي (الآمن) والسلمي.

    وكشف عن توقيع اتفاقيات بين أكثر من 30 دولة، على طول طريق الحرير، وأن بلاده تتمسك بالتشاور والتعاون والسلام والانفتاح والمكاسب المشتركة. واعتبر “شانج”، أن المنتدى منصة لتعاون الشعوب والدول بما يدعم بناء الطريق، وأن وسائل الإعلام لها دور مهمّ في بناء الثقة، وأنه يدعو للسفر في الصين وخارجها على طول الطريق، ورواية قصة طريق الحرير القديم والجديد.

    وفي كلمته بالمناسبة، شن رئيس مجلس إدارة مؤسسة “الأهرام” المصرية، أحمد السيد النجار، هجومًا على ما وصفه بالعهد “الاستدماري” للدول الأوروبية، في مقابل ما وصفه بالقيم التي روّج لها “طريق الحرير”، الذي كان يربط الشرق بالغرب.

    ديمقراطية المصالح

    وقال النجار إن طريق الحرير اكتسب رمزيته من أن الدول الواقعة عليه لم تخلق بينها نزعات للسيطرة، وإنما كان ازدهاره نموذجًا للتعاون السلمي بين الدول والشعوب. ولفت النجار النظر إلى أنه بينما كان “طريق الحرير” يربط بين عدة دول وشعوب، فإن هذا تواكب مع نزعة أوروبية إجرامية للسيطرة خلال ما وصفه بالعهد “الاستدماري”.

  • قمة التعاون الإقليمي حول الحزام والطريق: الصين مستعدة.. وتنتظر الآخرين

    قمة التعاون الإقليمي حول الحزام والطريق: الصين مستعدة.. وتنتظر الآخرين

    WhatsApp-Image-2016-08-02-at-3.58

    موقع الصين بعيون عربية –

    خاص من بكين  – محمود ريا:

    من النشاطات المهمة التي شهدها المنتدى الإعلامي حول الحزام والطريق، الفعالية المهمة التي أطلق عليها منظمو المؤتمر قمة التعاون الإقليمي حول الحزام والطريق، وهي كانت أشبه بمنتدى إعلامي محلي إقليمي دولي، تبارى فيه ممثلو العديد من المقاطعات والمدن والمؤسسات الصينية في عرض ما تعنيه لهم المبادرة التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ قبل ثلاث سنوات والتي يتطور الاهتمام بها على كل المستويات عاما بعد عام.

    وقد انقسمت المواد المعروضة في هذا المنتدى إلى ثلاثة أقسام: ما تحقق، وما يتم تحقيقه، وما يعمل على تحقيقه في المستقبل.

    وبقدر ما كانت الأرقام حول ما تم تحقيقه مهمة وبراقة، كان الحديث عما تعمل الفرق الصينية في مختلف المناطق على تحقيقه مفعما بالحماس والرغبة في الترويج لإنجازات ضخمة في الحقيقة، وإعطاء انطباع للحاضرين في المؤتمر، ومن خلفهم لكل العالم، بأن الصين تشهد نهضة حقيقية على مختلف المستويات وفي جميع المناطق دون استثناء.

    أما بالنسبة للمستقبل، فالأحلام كبيرة جدا، والطموحات أوسع من أن تسعها ندوة واحدة، حتى ولو امتدت على خمس ساعات متواصلة.

    لقد استغل المسؤولون المحليون الصينيون فرصة الوقوف أمام المئات من الصحافيين من أنحاء العالم، ومعهم العشرات من الصحافيين الصينيين، للتباري في عرض إنجازات مقاطعاتهم ومدنهم، وكذلك استفاد ممثلو الشركات الصينية الضخمة من الفرصة نفسها لتقديم إنجازاتهم على أرض الصين وفي الخارج.

    وكان الصحافيون الأجانب في القاعة منقسمين بين مندهش من حجم الانجازات التي تنجزها كل مقاطعة على حدة، وهذا حال معظم الصحافيين القادمين من العالم الفقير، ونحن العرب منهم ، وبين حاسد على قدرة الصبن على تحقيق كل هذه النجازات في هذا الوقت القصير، وهذا ما كان عليه حال الصحافيين القادمين من دول غربية كبرى، وكانوا يرون تتابع العروضات أمام أعينهم.

    وفي وسط هذا الحديث عن التقدم الحاصل في الكثير من المناطق الصينية، كان موضوع “الحزام والطريق” في صلب الحديث، حيث كانت هده الانجازات تشكل مداميك في خط الحزام الاقتصادي لطريق الحرير البري، وكذلك في طريق الحرير البحري.

    فمن الطرقات الدولية، إلى القطارات فائقة السرعة، إلى

    المطارات والمرافئ، كلها بوابات لدخول العالم الجديد، عالم الربط الشامل للمناطق الصينية بعضها ببعض، تمهيدا لربطها بدول العالم المنتشرة على طول طريقي الحرير البري والبحري.

    إن ما قدمه هذا المنتدى من معلومات عن التحضيرات الجارية لإطلاق طريق الحرير بشقيه البري والبحري بشكل عملي يؤكد بما لا يقبل الشك أن الصين تأخذ هذه المبادرة على محمل الجد، وهي تعمل على التأكيد العملي بأنها ترى في المبادرة خطوة حيوية لها، وللدول الأخرى أيضا، وليست مجرد خطوة دعائية تهدف إلى تحسين صورة الصين، أو لإظهار قوتها واستعراض سطوتها على امتداد الدول التي يمر بها طريق الحرير.

    لقد كانت الصين صاحبة نظرة بعيدة حين طرحت فكرة إحياء طريق الحرير القديم، لما يحققه ذلك من منافع لها وللدول التي يشملها المشروع. ولكن الصين تقدم اليوم أيضا، من خلال المنتدى الاعلامي حول الحزام والطريق، الدليل على أنها لا تكتفي بالقول، وإنما ما يهمها هو الفعل؛ وهذا ما قاله لنا مسؤول كبير في لجنة العاقات الخارجية في الحزب الشيوعي الصيني، خلال لقائنا به مع وفد من الصحافيين العرب اليوم في العاصمة الصينية بكين.

  • لقاء منتدى مبادرة الحزام والطريق: القوة الناعمة الصينية تلوح للعيان

    لقاء منتدى مبادرة الحزام والطريق: القوة الناعمة الصينية تلوح للعيان

    موقع الصين بعيون عربية –
    خاص من بكين – محمود ريا:
    شكل اللقاء الذي عقد يوم الأربعاء في قاعة الشعب الكبرى في العاصمة الصينية بكين  بين عضو اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني ليو يون شان والمشاركين في المنتدى الإعلامي حول الحزام والطريق فرصة للحوار حول مفهوم المبادرة التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ، والأهداف التي تسعى لتحقيقها.

    وبحضور ممثلين لأكثر من مئتي وسيلة إعلامية من أنحاء العالم، استمع السيد باو إلى مداخلات عدد من أبرز الإعلاميين الذين تم انتقاؤهم بدقة من أجل التعبير عن رؤية عالمية شاملة لمبادرة الحزام والطريق، قبل أن يدلي هو بدوره بعدة ملاحظات تركزت على أهمية المبادرة بالنسبة للصين وللعالم ككل.

    WhatsApp-Image-20160727

    ولعل أهم ما قاله في هذا المجال هو أن الحديث عن صراع الحضارات، وعن نهاية التاريخ لمصلحة قطب واحد هو كلام ليس قابلا للتحقق، وأن الأمر المنطقي والمهم هو أن تتعاون الشعوب فيما بينها من أجل مصلحتها، لأن الأرض أصبحت قرية عالمية، وهي للجميع.
    وفي هذا المجال يأتي تكرار السيد شان لما قاله غيره من المسؤولين الصينيين بأن مبادرة الحزام والطريق لا تهدف لبناء حديقة خلفية للصين، بقدر ما هي مشروع يقوم به الجميع لخدمة الجميع.

    ولا بد من ملاحظة الاهتمام الصيني اللافت للنظر بالوفد المصري المشارك بالمؤتمر، حيث أجلس البروتوكول الصيني رئيس الوفد سيد أحمد في المقعد المجاور للمسؤول الصيني الأول الحاضر في اللقاء، وترك له فرصة إلقاء كلمة أخرى بعد كلمة حفل الافتتاح. كما تحدث في فترة الحوار مع الحاضرين اثنين من أعضاء الوفد.
    وقد أشار واحد من  المتكلمين بحق إلى ضرورة دعم الشعب الفلسطيني بمشروع مبادرة الحزام والطريق من خلال رفع الظلم عنه وإعانته على تحرير أرضه.

    وبين اقتراحات الصحافيين المشاركين وملاحظات المسؤول الصيني الصريحة والواضحة، انقضى لقاء الساعتين بسرعة، ليحمل في طياته الأمل بأن يكون اللقاء المقبل في العام التالي أكثر فعالية وبانتاجية أعلى من اللقاء الحالي.

    وإذا كان اللقاء في شقه السياسي مهما وفعالا، فإن ما شهدته قاعة الشعب الكبرى على هامش اللقاء كان يحفل بالمعاني والإشارات، وخصوصا لجهة التنظيم الدقيق الذي سجل ذروة في الترتيب، بحيث أحس كل واحد من الحاضربن أنه في قلب الحدث، بالرغم من كون عدد الحاضرين يوازي المئنين والخمسين.

    وقد تألقت القاعة التاريخية الكبرى – التي تقع في ساحة تيان أن من الشهيرة – بألوانها الرائعة وحمرتها التي تغلب على المنظر، وبالثريات العملاقة التي أعطت بأنوارها جمالية كبرى للمكان، في حين كان حسن الضيافة والاستقبال بلا حاجة إلى الإشارة له، كونه من عادات الشعب الصيني والقيادة الصينية.

    ومن مشاهد الدقة في التنظيم الصورة الجماعية التي ضمت كل المشاركين في المنتدى مع الشخصيات الصينية المضيفة، والتي كان تنفيذها آية في السلاسة والسهولة، بالرغم من العدد الكبير جدا من الحضور.

    لقد أظهرت القيادة الصينية من خلال هذا اللقاء مع إعلاميين من أنحاء العالم أنها أهل لتولي الإشراف على مسيرة بناء مشروع عملاق يؤثر على مصير أكثر من أربعة ملبارات إنسان، دون أن يكون هذا الإثبات عبر استخدام أساليب الفرض والقوة، بل من خلال استخدام القوة الناعمة التي بدأت الصين تعتاد على استعمالها، بالرغم من أنه لا يزال هناك طريق طويل أمامها في هذا المجال.

  • المنتدى الإعلامي حول الحزام والطريق.. بعيون عربية

    المنتدى الإعلامي حول الحزام والطريق.. بعيون عربية

    Guest
    موقع الصين بعيون عربية:
    خاص من بكين – محمود ريا:
    من مئة دولة ودولة، جاء الإعلاميون، ليشهدوا المنتدى الإعلامي حول مبادرة الحزام والطريق، وليسجلوا في رؤوسهم صوراً لن ينسوها.
    ممثلون لمئتي وسيلة إعلامية، من أربع أقطار الأرض، جاؤوا ليلتقوا في بكين، تحت راية مبادرة “الحزام والطريق” التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ عام 2013، وعاد اليوم ليوجه رسالة ترحيب بالمشاركين في “منتدى التعاون الإعلامي للحزام والطريق عام 2016″، ليوكد من خلال هذه الرسالة على إيمانه المطلق بالمبادرة وتأكيده على دعمها وتقديم كل ما يلزم لإنجاحها.
    الحضور المتنوع، الآسيوي والأفريقي، الأوروبي والأوسترالي، وحتى الأميركي، كان موجوداً ليسمع صوتاً واحداً: مبادرة الحزام والطريق وجدت لتستمر، ولكي تحقق كل أهدافها، وهي بدأت بالفعل في حصد الكثير من زرع السنوات الماضية.
    وما حشد اليوم في القاعة الكبرى لمركز المؤتمرات الوطني في بكين إلا بعض الحصاد، حيث كان الإعلاميون من أنحاء العالم مرتبطين بالفكرة، منخرطين بالمبادرة، مشاركين بفعالية ببناء الحزام الإقتصادي لطريق الحرير البري، وطريق الحرير البحري.
    في كل الوجوه هناك ذلك الإنطباع بعظمة المشروع، وبمدى جدية الدولة الكبرى التي طرحته وتعمل من أجل تنفيذه، وكان هناك الأمل بالنجاح، وكان هناك الأهم من ذلك كله، كان هناك الإطمئنان بأن مبادرة الحزام والطريق ليست مشروع هيمنة صينية على العالم القديم، وإنما هي بوتقة تجمع جهود الشعوب وطاقاتها وتستفيد من أفكارها، لبناء أكبر طريق تجاري في التاريخ.
    والمضيفون كانوا صريحين وواضحين، عندما أكدوا على لسان أكثر من خطيب منهم أن المبادرة ليست مشروع بناء “حديقة خلفية” للصين، وإنما هي عمل لبناء بستان يضم كل الأشجار وينتج كل الثمار التي تطعم كل المشاركين فيه.
    من أجل ذلك تحدث الضيف المصري أحمد السيد أمام الجميع عن اختلاف هذه المبادرة عن استراتيجية “القوارب المسلحة” التي استخدمها “المستعمر الغربي” في مناطق العالم المتعددة، عن استراتيجية التعاون والانفتاح والمشاركة التي تعتمدها الصين وتجسّدها من خلال مبادرة الحزام والطريق .
    ومن أجل ذلك أيضاً تحدث الضيف البريطاني غاي زيتر من صحيفة ديلي ميل معتبراً أن الديموقراطية بنمطها الغربي لا تعرف إلا انتظار موعد الإنتخابات، فيتخلى المسؤولون فيه عن السعي لتحقيق الانجازات، وينصرفون للبحث عن الأصوات، وكأنه يقول إن ما تقدمه الصين للعالم أكبر بكثير من الانتقادات التي توجه لها من هنا وهناك.

    Mahmoud Raya
    من خلال المشاركة الشخصية – لأول مرة – في المنتدى الإعلامي حول مبادرة الحزام والطريق والذي يعقد للمرة الثالثة، وبتنظيم من صحيفة الشعب الصينية العريقة والواسعة الآفاق، يمكنني القول إن الإعلام بدأ يصنع اللبنات الأولى لمشروع طريق الحرير على المستوى الإعلامي، لأن ما شهدته من لقاءات، وما أسسته من علاقات خلال الساعات الماضية كاف لخلق دينامية كبرى في التواصل مع أشخاص مهتمين بمبادرة الحزام والطريق في أنحاء العالم، وهذا على مستوى شخص واحد، فكيف يكون الأمر على مستوى المئات من الإعلاميين الذين شاركوا في المنتدى؟
    الرحلة لم تنته بعد، بل هي في بداياتها، ومن بكين وغيرها من مدن الصين ستكون الصورة التي شاهدتها بعيني أقرب إلى كل القراء والمتابعين.

  • “مرافئ الصداقة” مجلة جماهيرية في الاردن الصين تُحيي طريق الحرير القديم بجديد نحو الاردن

    “مرافئ الصداقة” مجلة جماهيرية في الاردن الصين تُحيي طريق الحرير القديم بجديد نحو الاردن

    3

    مرافئ الصداقة” مجلة جماهيرية في الاردن
    الصين تُحيي طريق الحرير القديم بجديد نحو الاردن

    عمّان – موقع الصين بعيون عربية:
    كانت كنيسة مار إلياس الأردنية العريقة على موعد مع مجلة “مرافئ الصداقة” الصينية الناطقة بالعربية، والشهيرة في أوساط أهل الضاد، في “مرج الحمام”، التي هي واحدة من أكثر المناطق الاردنية إزدحاماً بالسكان وكثافة بشرية ومحبة للصين.4

    وكعادته في التعريف الموضوعي بالصين وواقعها ويومياتها، كان رجل الدين المسيحي والاعلامي والكاتب المعروف في الاردن والعالم، قُدس الأب محمد جورج شرايحة- رئيس تحرير موقع نور سايت الإخباري المسيحي الذي هو موقع عضو بالاتحاد الدولي للاعلامين والكتاب العرب اصدقاء (حلفاء) الصين، سبّاقاً للتبرع بتوزيع المجلة والتعريف بإذاعة الصين الدولية، كونه عضواً ناشطاً ورئيساً لديوان الشؤون الدينية والمتابعات الاعلامية الدينية للاتحاد الدولي، ولأنه عضو ناشط في منتدى مستمعي وأصدقاء القسم العربي لأذاعة الصين الدوليةCRI ومنتدى قراء مجلة “مرافئ الصداقة” التي تنشرها الاذاعة في بيجين.

    6

    وكان الزميل رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين والكتاب العرب أصدقاء (حلفاء) الصين، ورئيس منتدى مستمعي وأصدقاء القسم العربي لأذاعة الصين الدوليةCRI ومنتدى قراء مجلة “مرافئ الصداقة” بمرافقة الزميل الشيخ والكاتب محمد حسن التويمي مسؤول المطبوعات والنشر في الاتحاد والمنتديين الإذاعيين قد عقدا اجتماعاً مُثمراً مع الاب شرايحة، تناول أهمية المجلة في مجمل العمل العام التعريفي بالصين واذاعتها وشعبها وقيادتها الأعلى، وتأثير التعريف بالثقافة الصينية – المتآخية تاريخياً ومنذ ألوف ألسنين مع الثقافة العربية- والدور الذي يمكن ان تلعبه المجلة في هذا التوجه الحضاري بخاصة على النقلات المُسرِّعة للتقارب الاستراتيجي المرجو مابين الشعب العربي عامة والاردني بخاصة والشعب الصيني، وزيادة عدد المستمعين لأثير الاذاعة وقرّاء موقعيها الاذاعيين الالكترونيين.

    2

    وأكد الاب شرايحة خلال الاجتماع بأن المجلة تلقى صداً إيجابياً وتقديراً عميقاً من لدن القراء الاردنيين الذين يجدون فيها ما يُشبع نهمهم الاعلامي والمعرفي عن الصين، والصِّلات الاردنية والعربية الصينية، متمنياً إيلاء اهمية أكثر للنشر عن الاردن والاردنيين على صفحات المجلة كما وعن مسيحيي الصين وتاريخهم وواقعهم، سيّما لوجود نسبة غير قليلة من المسيحيين العرب، برغم اوضاعهم المتعثرة عموماً وموجات التهجير التي يتعرضون إليها هم واخوانهم المسلمين والاقليات في منطقتنا التي تتعرض لهجمات ارهابية دولية منظمة.

    بدوره أعرب الكاتب الشيخ التويمي عن شكره للأب شرايحة ومسيحيي الطائفة لتعزيزهم الدور الشريف للصداقة الاردنية الصينية، واعرب عن تقديره العميق  لمديرة القسم العربي للاذاعة الصينية الاستاذة النابهة سميرة – تساي جينغ لي، لإيلائها اهتماماً كبيراً بنشر المجلة ومتابعتها نصاً وروحاً ومن النواحي الفنية والاعلامية، وتمنى عليها البدء بتعاون لتدشين رابطة عربية عالمية لمنتديات الاذاعة والمجلة التابعة للاتحاد الدولي، واستضافة اعضائها في الصين بدعوة من الاذاعة وعن طريقها بدعوات من وسائل الاعلام الصينية الاخرى..

    من جانبه أكد رئيس الاتحاد الدولي ومنتديات الاذاعة والمجلة بالاردن الزميل الاكاديمي مروان سوداح، ان الصين تُحيي من خلال مجلة “مرافئ الصداقة” طريق الحرير القديم بجديد نحو الاردن، ونحو مدن الاردن العريقة، ونوّه الى أن هذه المدن كانت ارتبطت بصداقات عميقة مع الشعب الصيني منذ ألوف السنين، ولاحظ بأنه يجري حالياً إحياء تاريخها مع الصين بفضل السياسة الحكيمة للرئيس شي جين بينغ.
    كما اشار سوداح الى أهمية وضرورة الاستمرار بالعملية التي يقوم بها القسم العربي الاذاعي لتزويد فرع الاردن للاتحاد الدولي ومنتديات الاذاعة وفروعهم المنتشرة بدول العالم بأعداد المجلة تباعاً، لما للامر من اهمية لوضع الاذاعة المتنامي عربياً بصورة مستمرة، ولتنشيط أعمال الصداقة بين العالمين العربي والصيني من خلال مطبوعة جاذبة جداً تفيض بكل الخير ومشاعر الإخاء العالمي.

  • موقع الصين بعيون عربية كاستشراف مبكر لمبادرة الحزام والطريق

    موقع الصين بعيون عربية كاستشراف مبكر لمبادرة الحزام والطريق

    mahmoud-raya-chinainarabeyes

     

    موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ
    محمود ريا*:

    موقع “الصين بعيون عربية” هو محاولة متواضعة للتعبير عن إيمان موجود لديّ بوجوب أن تكون العلاقة بين الصين والعرب بأحسن حالاتها، خدمةً لتاريخنا المشترك كأمتين عظيمتين، ومن أجل تحقيق المنافع على مختلف المستويات للشعوب العربية والصينية، وبحثاً عن مستقبل مشرق لأمتّينا في هذا العالم.

    ولعلّ هذا المشروع المسمّى “الصين بعيون عربية” هو استشراف مبكر لمبادرة “الحزام والطريق” كفكرة تهدف إلى “تحقيق التواصل بين القلوب”، بما ينتجه هذا التواصل من تمازج حضاري وفوائد معنوية ومادية لا تقدّر.

    الموقع يشكّل قناة تواصل بين العرب والصينيين، ولكنه عملياً جزء من مشروع كبير أعمل من أجل تحقيقه، وهو مشروع “مركز  دراسات الصين بعيون عربية”، وهو المركز الذي سيقوم بنقل آراء المفكرين والمحللين العرب مباشرة إلى الصينيين، وآراء المفكرين الصينيين مباشرة إلى العرب، دون المرور بالوسائط الغربية التي تنتقي فيما تنقله ما قد يسيء إلى الطرفين في ما هو موجود عند هذا الطرف أو ذاك، أو ما قد يخلق عدم فهم لاهتمامات هذا الطرف عند الطرف الآخر.

    إن الترجمة المباشرة من العربية إلى الصينية ومن الصينية إلى العربية دون أي وسيط هي الوسيلة التي يطمح مركز الدراسات إلى استخدامها من أجل خلق حالة معرفية قائمة على المعلومات الدقيقة والآراء الصحيحة والأفكار الواضحة، دون أي لبس أو تأويل أو تحريف. وفي هذا برأيي مساهمة كبيرة في دفع التعاون العربي الصيني المستقبلي بقوة إلى الأمام.

    لقد آمنتُ منذ أكثر من عشر سنوات بأن قَدَر العلاقات بين الصين والعرب أن تكون علاقات رفيعة المستوى، فاعلة، مستمرة ونافعة للطرفين العربي والصيني، وأن هذا سيكون فرصة كبرى للعرب للنهوض من الواقع السيء الذي يفرض نفسه عليهم، كما أنه يساهم في دفع نهضة الصين إلى مزيد من النجاح.

    وانطلاقاً من هذا الإيمان أنشأتُ المدوّنة ومن ثم الموقع وأصدرتُ نشرة إلكترونية تحت العنوان نفسه: الصين بعيون عربية، لا بل تعلّمت شيئاً من اللغة الصينية، من أجل فهم روح هذه اللغة، ومن ثم روح الشعب الصيني العظيم،  وأنا مستمر في هذا المشروع وأجد في نفسي سعادة كبيرة عندما أرى تعدد المبادرات المماثلة وتكاثر المهتمين بشأن العلاقات العربية الصينية في صفوف شعوب الدول العربية.

    كما أنني انضمّيت إلى الاتحاد الدولي للكتّاب والصحافيين العرب أصدقاء (حلفاء) الصين، وهو مؤسسة تتماهى في أهدافها مع الأفكار التي يحملها الموقع، وعملت تحت إشراف الأستاذ مروان سوداح، مؤسس الاتحاد ورئيسه، وتسلّمت مهام أمانة السر، ونحن نعمل معاً في الاتحاد  من أجل تحقيق الأهداف نفسها.

    في خلاصة سريعة، ومن خلال معرفتي بطبائع الشعوب العربية أدعو المسؤولين في جمهورية الصين الشعبية إلى إيلاء “الديبلوماسية الشعبية” اهتماماً كبيراً، إلى جانب الديبلوماسية الرسمية، وإلى خلق قنوات للتواصل مع الناس في منطقتنا، وإلى تفعيل “القوة الناعمة” الصينية، كي تتغلغل في نسيج المجتمعات، وتجعل من الصين حقيقة واقعة عند الشعوب، عندها تصبح “مبادرة الحزام والطريق” قابلة للتنفيذ، لا بل تصبح عندها مطلباً جماهيرياً نابعاً من رغبات الناس وإرادتهم، وليست مبادرة مسقطة على الناس من أعلى، تحتاج إلى جهود كبيرة لإقناعهم بها وبأهميتها.

    *مؤسس ومدير موقع الصين بعيون عربية ـ مؤسس ومدير موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية

  • كيف نجعل مصطلح “مبادرة الحزام والطريق” أكثر جاذبية؟

    كيف نجعل مصطلح “مبادرة الحزام والطريق” أكثر جاذبية؟

    mahmoud-raya-beltandroad3

     

    موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ
    محمود ريا*:

    إن ظهوراً أكبر لمبادرة الحزام والطريق في وسائل الإعلام العربية يتطلب نشاطات أكبر، وتحركات حقيقية وملموسة في صفوف الشعوب العربية حول المبادرة، وهذا الأمر منوط بقدرة الصين على إبراز الأهمية الفعلية لهذه المبادرة بين القوى الشبابية والمجتمعية الناشطة بين الأجيال الجديدة في العالم العربي.

    ما تزال الصين للأسف بعيدة عن قلوب الشعوب العربية، وما يزال العربي حتى اليوم يعبّر عن المسافة البعيدة جداً بالقول إن هذا الأمر بعيد بُعد الصين عنّا، تماماً كما كان الحديث الأول من النبي محمد حول الصين عندما قال: اطلبوا العلم ولو في الصين، كإشارة إلى بعد الصين عن العرب.

    وبالرغم من ان الولايات المتحدة ليست أقرب إلى منطقتنا من الصين، فإننا نجد الولايات المتحدة بسياساتها وبـ “ثقافتها” وبعاداتها موجودة في كل المناطق العربية، حتى في أكثرها بعداً عن المراكز الحضرية والمدن.

    هذا البعد الصيني عن قلوب العرب يمكن تفسيره بمثل شعبي موجود لدى شعوبنا يقول: “البعيد عن العين بعيد عن القلب”.

    ما تفضل به فخامة الرئيس شي جين بينغ مهم جداً لجهة العمل على تحقيق “تواصل القلوب” لشعوب الدول المختلفة. ولكن ما يجب التأكيد عليه هو أن بناء “الحزام والطريق” لا يمكن أن ينجح بشكل كامل دون البدء بتحقيق تواصل القلوب. أي أن المسألتين مرتبطتان ببعضهما البعض، بناء الحزام والطريق وتحقيق تواصل القلوب، وهما متلازمتان، ويجب البدء بتنفيذهما سويّة على المستوى الرسمي، كما على مستوى الشعوب والمجتمعات والأفراد.

    ينبغي العمل بكل السبل الممكنة لتحسين هذا الواقع وتعزيز صورة الصين بين العرب، وإخراج هذه الصورة من كون الصين مصدراً للبضائع الرخيصة (وغير الناجحة للأسف)، أو كونها أمة تسكن في الأساطير وبعيدة عن المتناول ولا يمكن الوصول إليها إلا بالخيال، إلى دولة حاضرة في ثقافة وفي نشاطات وفي حضارة العرب، وهذا ما يجعلها حاضرة في قلوبهم أيضاً.

    إن أي مصطلح يحتاج لأن يكون قريباً من هموم الناس واهتماماتهم كي يلقى الرواج المطلوب والفهم المناسب. وبقدر ما يكون هذا المصطلح معبراً عن قضايا تدخل ضمن دائرة المسائل الحيوية التي تنعكس نتائجها على الناس، بقدر ما يكون الناس أكثر فهماً له واستيعاباً لمعانيه.

    ولذلك فإن مصطلح “الحزام والطريق” يمكن أن يصبح مفهوماً إذا انعكس على الناس في العالم العربي إيجاباً على المستوى الاقتصادي والحياتي.

    ولكن في اعتماد مصطلح طريق الحرير البري وطريق الحرير البحري هناك ميّزة إضافية، هي ميّزة ربط هذا الانجاز الذي سيتحقق بالتاريخ، وبعصور ماضية ينظر إليها العرب على أنها عصور مجيدة وأكثر تميّزاً من العصر الحاضر.

    إن “طريق الحرير” هو جزء من الذاكرة الدينية والثقافية والحضارية للكثير من العرب، ولذلك فإن اعتماد هذا المصطلح سيفتح الطرق بشكل أسهل لتقبّل مبادرة “الحزام والطريق” والسير فيها والمبادرة إلى إنجاحها.

    *مؤسس ومدير موقع الصين بعيون عربية ـ مؤسس ومدير موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ أمين سر الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين

  • منتدى التعاون العربي الصيني: دور أساسي في دعم المبادرة

    منتدى التعاون العربي الصيني: دور أساسي في دعم المبادرة

    mahmoud-raya-arab-chinese-forum

     

    موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ
    محمود ريا*:

     

    يلعب منتدى التعاون العربي الصيني دوراً كبيراً في مأسسة وتنظيم العلاقات بين العرب ككتلة مجتمعة والصين، فضلاً عن العلاقات بين الصين وكل دولة عربية على حدة. وهذا دور مهم وخطير، كونه يجعل من إمكانية وصول العلاقات بين الطرفين إلى المستوى المأمول أمراً ممكناً.

    إن المنتدى الذي أنشئ بتاريخ 30 كانون الثاني/ يناير عام 2004 خلال زيارة الرئيس الصيني السابق السيد هو جينتاو إلى مقر الجامعة العربية في القاهرة لديه هدف واضح نصت عليه وثيقة إعلانه وهو: ” تعزيز الحوار والتعاون، دفع التنمية والتقدم”. ولقد تمكّن هذا المنتدى من إيجاد العديد من الآليات التي تحقق هذا الهدف، سواء على صعيد تعزيز الحوار بين العرب والصين، أو على صعيد تكثيف التعاون في مجالات مختلفة، أو لجهة دفع التنمية والتقدم في الدول العربية وفي الصين على حدّ سواء.

    فالمنتدى يقوم على أساس تنظيم الاجتماعات الدورية بين كبار المسؤولين على مستوى القمة أو على مستوى الوزراء المعنيين أو المسؤولين التنفيذيين، وهذه الاجتماعات تتكرر بشكل منتظم ومكثّف، بحيث لا يمر شهر دون أن يكون هناك لقاء على هذه المستويات بين مسؤولين صينيين وعرب مجتمعين، أو بين مسؤولين من دول عربية ومن الصين بشكل ثنائي

    بالإضافة إلى ذلك فقد نشأت تدريجيا آليات أخرى في إطار المنتدى إلى جانب الاجتماع الوزاري ولجنة كبار المسؤولين، مثل مؤتمر رجال الأعمال وندوة العلاقات الصينية العربية والحوار بين الحضارتين الصينية والعربية ومؤتمر الصداقة الصينية العربية ومؤتمر التعاون الصيني العربي في مجال الطاقة وندوة التعاون الإعلامي الصيني العربي وإقامة الفعاليات الثقافية المتبادلة. وغالباً ما تقام فعاليات الآليات المذكورة أعلاه مرة كل سنتين في الصين وإحدى الدول العربية بالتناوب.

    وتقوم مجموعة الاتصال في المنتدى بمهمتها المتمثّلة بالقيام بالاتصال بين الطرفين ومتابعة تنفيذ القرارات والتوصيات التي تم التوصل إليها في اجتماعات وزراء الخارجية وكبار المسؤولين. سفارة الصين لدى جمهورية مصر العربية هي مجموعة الاتصال الصينية، ومجلس السفراء العرب وبعثة الجامعة العربية في بكين الجهة العربية للاتصال، ومكتب الأمانة العامة الصينية لمنتدى التعاون الصيني العربي في إدارة غربي آسيا وشمالي أفريقيا بوزارة الخارجية الصينية.

    إذاً، هذا المنتدى هو وسيلة مهمة من وسائل خلق عملية تواصل ديناميكية وفعّالة بين الأمتين العربية والصينية، وينبغي الاستمرار في خلق الآليات المتعددة من أجل مدّ المزيد من جسور التفاعل بين الطرفين، مع العمل على تعزيز تحوّل هذه الآليات من مسارات تواصل بين الرسميين لدى العرب والصينيين إلى خلية عمل تجمع المواطنين والفاعليات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية  على طرفي الحزام، بما يحوّل العلاقة من علاقة رسمية فوقية، إلى علاقات حقيقية ومستمرة ودائمة بين الشعوب العربية والصينية.

    إن كون معظم المعلومات عن الحزام والطريق هو من وسائل الإعلام الصينية أمر لا يمكن نكرانه، لا بل هو حقيقة واقعة يتوجب العمل على تحليلها والبحث عن أسبابها، من أجل تلافي هذا الخلل الكبير في مواكبة هذه المبادرة الكبرى، وجعل الحديث عنها منتشراً في الأوساط العربية، بما يجعل وسائل الإعلام العربية تعكس هذا الحديث وتبرزه.

    وربما يكون على منتدى التعاون العربي الصيني مسؤولية كبيرة في تحفيز النشاطات المشتركة في الدول العربية وفي الصين، وفي تحفيز وسائل الإعلام العربية على تغطية هذه النشاطات.

    والمطلوب برأيي في هذا المجال تجاوز الاقتصار على القنوات الرسمية التي تلتزم بالبيروقراطية والبطء في تنفيذ المشاريع والنشاطات والتحركات، ودعم المبادرات الشبابية والتطلعات الشخصية والناتجة عن عمل مجموعات وحركات وجمعيات ومؤسسات، والتي تعمل على خلق علاقات عربية مع الصين، وإذا لم تكن هذه المبادرات موجودة ينبغي العمل على إيجادها، ويعدّ هذا جزءاً من القوة الناعمة التي ينبغي على الصين تفعيلها داخل المجتمعات العربية.

     

    *مؤسس ومدير موقع الصين بعيون عربية ـ مؤسس ومدير موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ أمين سر الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين

  • الصين في العالم العربي: تمهيد لنجاح المبادرة

    الصين في العالم العربي: تمهيد لنجاح المبادرة

    mahmoud-raya-china-arabs1

    موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ
    محمود ريا*:

    الصين باتت موجودة في العالم العربي، وهذا الوجود لم يعد محل شك، وقد لاحظنا هذا الوجود في الفيتوات التي استخدمتها الصين في مجلس الأمن عند التصويت على مشاريع القرارات المتعلقة بسوريا، وفي نجاح البحرية الصينية في إجلاء الآلاف من العمال الصينيين في ليبيا، كذلك إجلاء العمال الصينيين في اليمن، فضلاً عمّا يُقال عن الوجود الصيني الكثيف في السودان وفي العراق.

    هذه المشاركة الصينية في الشؤون العربية لم تكن بهذا الشكل في السابق، ولذلك يمكن ملاحظة حصول انخراط صيني أكبر في شؤون الشرق الأوسط. وهذا الانخراط يتزايد بشكل يتناسب مع ارتفاع حجم التبادل التجاري وتنامي العلاقات الاقتصادية بين العرب والصين.

    ولكن يبقى السؤال: هل هذا الانخراط الصيني يناسب حجم الصين كدولة؟ أم أنه ما زال دون المستوى المفترض أن يصدر عن دولة كبرى كما الصين، كما أنه ما يزال دون المستوى المأمول من الكثيرين من العرب، الذين يرون في الدور الصيني في المنطقة عنصراً يؤدي إلى حصول توازن في الحضور الدولي في الشرق الأوسط، ولا سيما أن الكثيرين من العرب يعانون من تفرّد أميركي بالساحة العربية، لا بل من هيمنة أميركية مطلقة على كل ما يهمّ العرب من القضايا، وتترافق هذه الهيمنة مع انحياز أميركي كامل لموقف إسرائيل التي لا تزال تمثّل العدو الرئيس لمعظم العرب.

    من هنا فإن انخراطاً صينياً أكبر في قضايا المنطقة، مع الحفاظ على توازن في الموقف بين العرب وإسرائيل، لا بل على ميل أكبر إلى الحق العربي في فلسطين، سيكون أمراً مشكوراً، لا بل مطلوباً بشدة في صفوف الجماهير العربية.

    ولا ينسى العرب بأي حال من الأحوال الموقف الصيني الذي وقف دائماً إلى جانب حقوق الشعب العربي في فلسطين، وثباته في تأييد القضية الفلسطينية، والمساعدات التي قدمتها القيادة الصينية للشعب الفلسطيني وقيادته على مدى العقود الماضية. وانطلاقاً من هذا الواقع يصبح التعويل العربي على استمرارية هذا الموقف الصيني من القضية الفلسطينية أمراً طبيعياً ولا يدخل في إطار المستحيل؟

    أما بالنسبة للقضايا العربية الأخرى، فإن الصين يمكن أن تلعب، لا بل ينبغي أن تلعب دوراً أكبر كوسيط وكمساعد على الوصول إلى حلول للقضايا الخلافية بين الدول العربية، وذلك مع الالتزام بالمبادئ الأربعة التي تحكم السياسة الخارجية الصينية وهي: معارضة نزعة الهيمنة وحماية السلم العالمي، والدعوة إلى المساواة بين الدول سواء أكانت كبيرة أم صغيرة، قوية أم ضعيفة، غنية أم فقيرة، وضرورة الحل السلمي للنزاعات والصراعات بين الدول عبر التفاوض، بدلاً من اللجوء إلى القوة أو التهديد بها، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى بأية حجة.

    إن هذه المبادئ تشكل مظلة أمان للدول الصغيرة والمتوسطة في العالم، ومن بينها الدول العربية، ولذلك فإن اعتماد الصين لهذه المبادئ سيكون مدخلاً مهماً لمزيد من الانخراط الصيني المقبول والمرغوب به في سياسات منطقتنا.

    وهذا الوجود الصيني، وبهذا الشكل المرغوب به، يمثل خطوة أساسية على طريق نجاح مبادرة الحزام والطريق، لأنه يضع الرضية الساسية للتواصل والتفاهم والتناغم بين الصين والعالم العربي بشكل شامل، وبين الصين والدول العربية كلّ على حدة من جانب آخر.

    *مؤسس ومدير موقع الصين بعيون عربية ـ مؤسس ومدير موقع مبادرة الحزام والطريق بعيون عربية ـ أمين سر الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين